كانت نهاية الأسبوع الأخير، هي الأعنف منذ انطلاقة بطولة النخبة لهذا الموسم، فبعد الحادث الذي كاد يودي بحياة محمد محمودي، لاعب اتحاد تمارة خلال مباراته ضد يوسفية برشيد، برسم الدورة السابعة من بطولة القسم الوطني الثاني، شهد مساء يوم الأحد، تعرض لاعبين لإصابات متفاوتة الخطورة تطلبت تدخلا عاجلا للطاقم الطبي، الذي يبقى مغلوبا على أمره في غياب التجهيزات الطبية، المفترض توفرها بالملاعب الوطنية، فباستثناء سيارات الإسعاف، التي تكون في غالب الأحيان خالية من أية معدات، وعبارة عن هياكل« كاركاس»، فإن أغلبية الملاعب تبقى خالية من أي تجهيزات طبية، في الوقت الذي تفرض فيه الضرورة أن تكون بها مصحة طبية مجهزة بأحدث المستلزمات. فأن يصاب اللاعب المحمودي بحالة إغماء، ويبتلع لسانه، في مشهد كارثي، كاد أن يعيد لنا، مع كامل الأسف، مأساة لاعب الوداد البيضاوي سابقا، المرحوم بلخوجة، ورغم الشعارات التي يتم الترويج لها، ويجد الطبيب نفسه مجبرا على استعمال وسائل بدائية مستعينا ببركة الله ورضى الوالدين، فهذا أكبر إهانة للمشهد الكروي المغربي، الذي مازال يراوح مكانه مرتديا لباس الهواية والعبث!! الحالة الثانية كانت لاعب الدفاع الحسني الجديدي نور الدين نوصير، الذي تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الركبة، بعد تقطع الألياف الأمامية، فرضت عليه الخضوع لعملية جراحية أمس الاثنين بإحدى مصحات الدارالبيضاء، ستفرض عليه الغياب عن الميادين، حسب التقديرات الأولية، للدكتور بياض، طبيب الفريق والمشرف على العملية، حوالي أربعة أشهر. المؤسف في هذه الإصابة أن نوصير أصيب إثر احتكاك مع حارس حسنية أكادير، فهد الحمادي، لكنه قاوم وحاول إكمال اللقاء، مما ضاعف من حجم الخطورة، حيث غادر الملعب محمولا على النقالة. الحالة الثالثة كانت للاعب الكوكب المراكشي كوني لونتيني، الذي أصيب بحالة إغماء بعد اصطدامه بحارس النادي القنيطري، زهير العروبي في الدقية 70 من مباراة الفريقين، فرضت عليه ترك الملعب، وتدخل طبيب الفريق الذي قدم له الإسعافات الأولية. وحسب عضو المكتب المسير لفريق الكوكب المراكشي، علالي الشوفاني، فإن إصابة كوني ليست خطيرة جدا، وأنه سيلتحق بزملائه بعد أسبوعين من الراحة، لكنه فتح الباب أمام الكثير من التخوفات، لأن ملعب الحارثي وبعد تكسيته بعشب اصطناعي، أصبح أكثر خطور على اللاعبين، بسبب عدم جودة العشب. وأضاف الشوفاني في اتصال مع الجريدة أن اللاعبين أصبح يسكنهم الخوف من الإصابة، فضلا عن أن مناخ مراكش لا يناسب مثل هذا النوع من العشب، الذي يعد من الصنف الرديء، مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل، كما تساءل عن السبب الذي دفع الجامعة ووزارة التجهيز، إلى القضاء على العشب الطبيعي بالملعب، وتعويضه بآخر اصطناعي. هذه الأحداث وقبلها أحداث أخرى شهدتها ملاعبنا الوطنية، تظهر بالملموس هشاشة المنظومة الكروية، التي أغرقنا المسؤولون عنها في وادي الوعود، وتتطلب تدخلا عاجل لإيقاف النزيف، حتي لانفاجأ يوما بعاصفة تزيد السفينة غرقا.