لقي الإضراب الإقليمي الذي دعت إليه مؤخرا ثلاث نقابات تعليمية ببنسليمان وخاضته الشغيلة التعليمية يوم الأربعاء 7 أكتوبر لقي استجابة كبيرة من طرف رجال ونساء التعليم بمختلف الأسلاك التعليمية حيث بلغت نسبة المشاركة فيه أكثر من95/ بالتعليم بالابتدائي. كما عرفت الوقفة الاحتجاجية التي نظمت صباح يوم الإضراب أمام مقر نيابة التعليم ببنسليمان مشاركة مكثفة للشغيلة التعليمية (حوالي 600 مدرس ومدرسة) التي تقاطرت على مكان الوقفة من مختلف المؤسسات المتواجدة بالإقليم وتميزت بالحضور الفعلي والوازن للعنصر النسوي، قام خلالها المحتجون بترديد شعارات تندد بالقرارات العشوائية التي يتخذها المسؤولون بقطاع التعليم مركزيا و جهويا ومحليا والتي لاتخدم المنظومة التربوية ببلادنا. المحتجون عبروا عن رفضهم المطلق لمضامين المذكرة 122 المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي بعد تمريرها من طرف مدير أكاديمية جهة الشاوية ورديغة لكونها من جهة أحدثت ارتباكا وخللا في حصص المواد الدراسية المقررة بالبرنامج الدراسي ومن جهة أخرى فإنها لم تراع ظروف التمدرس بالوسط القروي، ومن شأن تطبيقها أن يساهم في ارتفاع نسبة الهدر المدرسي والتغيبات. وتخللت هذه الحركة الاحتجاجية كلمة مشتركة للنقابات التعليمية الداعية للإضراب ألقاها الكاتب الإقليمي للفدش والتي تطرقت إلى تسرع الوزارة الوصية على القطاع في تطبيق بعض إجراءات المخطط الاستعجالي التي أبانت عن اختلالات ساهمت في تأزيم الوضع التعليمي حيث أصدرت خلال الموسم الدراسي الحالي مجموعة من المذكرات المبهمة دفعة واحدة مما خلق جوا من الارتباك والتوتر وساهم في تأخر وتعثر الانطلاقة الفعلية للدراسة وخاصة المذكرة 122 المشؤومة التي خلفت استياء وتذمرا لدى رجال ونساء التعليم التي تجهز على الحق المكتسب في الاستفادة من التوقيت المكيف المعمول به حاليا والذي تضمنته المذكرة الوزارية 12/98 وكان محط موافقة وإجماع كل الأطراف بما فيها جمعيات الآباء التي عبرت هي الأخرى من خلال الشكايات الموجهة إلى النيابة عن رفضها للمذكرة المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي لكونها لا تتلاءم و ظروف تنقل أبنائهم إلى المدارس بالمجال القروي. كما أشارت الكلمة أيضا إلى إقدام الوزارة مؤخرا على التوظيف بالعقدة والزج بآلاف المستخدمين الجدد بالمؤسسات التعليمية دون أدنى تكوين أساس وبيداغوجي مما يطرح أكثر عن علامة استفهام حول الجودة والرفع من المردودية ويتناقض كليا مع شعار: « جميعا من أجل جيل مدرسة النجاح «. واستغربت النقابات في كلمتها انفراد الوزارة باتخاذ هذه القرارات العشوائية دون إشراك الفرقاء الاجتماعيين و عدم الأخذ بملاحظاتهم واقتراحاتهم وطالبت من الشغيلة التعليمية توحيد الصفوف لمواجهة كل المخططات الرامية إلى تبخيس دور النقابات وصرف النظر عن المطالب الحقيقية لرجال ونساء التعليم المتمثلة في تفعيل اتفاق فاتح غشت 2007 وإجراء ترقية استثنائية لكافة موظفي القطاع...أما على المستوى المحلي فقد تطرقت النقابات في كلمتها إلى الاختلالات التي عرفها الدخول المدرسي الحالي خصوصا في الجانب المتعلق بتدبير الموارد البشرية حيث لاحظت لجوء النيابة إلى عمليتي الضم وتفييض الأساتذة لسد الخصاص في المجالين القروي والحضري مما أدى إلى الاكتظاظ بالأقسام والزيادة في الأقسام المشتركة الشيء الذي انهك الشغيلة التعليمية. كما سجلت بعض الخروقات التي شابت عملية إعادة الانتشار، فرغم مطالبة بعض النقابات بإجراء حركة انتقالية محلية تتكافؤ فيها فرص الراغبين في الانتقال إلا أن الإدارة تجاهلت هذا المطلب وعمدت إلى إجراء ما يسمى بإعادة الانتشار حيث فوجئت الشغيلة التعليمية بتمكين النيابة بعض المحظوظين المحسوبين عليها من الاستفادة من تعيينات خارج الجماعة مما يعد خرقا سافرا للاتفاق الذي تم داخل اللجنة النقابية الرامي إلى استفادة الفائضين الراغبين من تعيينات داخل جماعاتهم وطالبت النقابات في هذا الصدد بالتراجع عن هذا القرار أو تعميم التعيينات على جميع الراغبين فيها. و دعت في الأخير رجال ونساء التعليم إلى مواصلة التعبئة والاستعداد لخوض كافة الصيغ النضالية دفاعا عن مطالبها العادلة والمشروعة ودفاعا أيضا عن المدرسة العمومية. وللإشارة فإن قرار الإضراب المشار إليه دعت إليه ثلاث نقابات تعليمية وهي : النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) والكدش والجامعة الوطنية لموظفي التعليم وأصدرت بيانا في الموضوع تضمن رفض الشغيلة التعليمية للمذكرة المشؤومة122.