أعلنت شركة «ياهو» يوم الثلاثاء 25 غشت 2009 عن شراء بوابة «مكتوب» الإلكترونية ، وهو إتفاق جاء بعد سنتين من التشاوروالمفاوضات إنتهت أخيرا بهذا التفاهم الذي سيمكن عملاق الإنترنيت الأمريكي من وضع قدمه في الوطن العربي من خلال توفيره لخدمات إلكترونية بلغة الضاد (اللغة العربية) ، وإلى حدود هذه اللحظة لم يتم الكشف عن خبايا هذا الإتفاق على جميع المستويات خصوصا ما تعلق بالجانب المالي . وللإشارة فإن عدد مستخدمي ياهو في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد ناهز 44 مليون مستخدم كما صرح بذلك « كيث نيلسون » نائب رئيس الشركة . أما من جهتها فإن بوابة «مكتوب دوت كوم» والذي يوجد مقرها الرئيسي بالعاصمة عمان بالأردن فإنها قد حققت مايناهز 16 مليون مستخدم في الشهركما جاء في تصريح لأحمد ناصيف المديرالعام للشركة . يقول « كيث نيلسون» : يبدوأن منطقة الشرق الأوسط قد أقلعت في هذا المجال وأننا نتوخى إرتفاعا في معدل إستعمال الإنترنيت سوف تعرفه المنطقة في السنوات القادمة مع تصاعد عدد المستخدمين والمعلنين ، فمن هنا جاءت فكرة عزمنا على الإستثمارفي هذا المشروع . لقد إرتفع عدد الرواد الشبكيين العرب من المحيط إلى الخليج بنسبة بلغت 30 % من سنة لأخرى وهي نسبة هامة ومشجعة تتيح إمكانيات غيرمتوقعة للتقدم في هذا المجال . ومن جهته صرح حسام برهوش أخصائي قطاع التكنولوجيات الجديدة في مؤسسة (Arab Advisors Group ) أن بوابة «ياهو مكتوب» القادمة ستعمل على إمداد مستخدميها بمحتويات سوف تلبي حاجيات العالم العربي مقارنة مع منافسها «جوجل» الذي كما هو معلوم كان قد قدم خدمته باللغة العربية بشكل أوسع وأكثرمهنية وشمولية . وقدرت القيمة الإجمالية للنسخة العربية «ياهومكتوب» حوالي 100 مليون دولار، وكما سبقت الإشارة إلى ذلك فإلى حدود اللحظة لم تتسرب أية معلومات رسمية عن مبلغ الصفقة المالية بين الطرفين ولا عن موعد إطلاق البوابة «ياهو مكتوب» القادمة . بيد أن هناك تخمينات أخرى تقدرالإتفاق المالي في حدود 85 مليون دولارأي بمعدل 31، 5 دولار لكل مستعمل فيما تبلغ التقديرات الدولية المتداولة في حدود 10 دولارات للمستعمل الواحد . ولقد إنطلقت المباحثات بين شركتي مكتوب وياهو منذ سنتين تقريبا من خلال لقاءات تشاورية وتخابرية ، غيرأن المباحثات لم تأخذ منحاها النهائي إلا في الشهورالأخيرة كما تم التصريح بذلك . ويعتبرهذا الإتفاق ذوأهمية بالغة وهو يشكل سابقة في العالم العربي ، فهو من دون شك سيشكل أضخم عملية إستثمار في قطاع التكنولوجيات الجديدة للإعلاميات في العالم العربي ، وهذه العملية الإستثمارية تؤكد مرة أخرى أن المستثمرين الغربيين سيلمسون عن قرب أن هناك إمكانيات هائلة في العالم العربي للإستثماروتوظيف الرساميل في هذا المجال ... ما يعني بشكل مباشر خلق الكثيرمن فرص العمل . وبعد الإنتهاء من عملية التحويل بين الشركتين ستصبح بوابة «مكتوب دوت كوم» فرعا في ملكية شركة ياهو فيما ستستمر خدمات مكتوب الباقية بهوية جديدة سيطلق عليها إسم «مجموعة جبارللإنترنت » Jabbar internet group ومن بين الخدمات التي ستحتفظ بها «جبارإنترنت دوت كوم» سوق المزايدة (Souq.com ) وخدمة الأداء عبرالأون لاين (CashU.com ) ومحرك البحث عربي دوت كوم ( Arabi.com) وتعتبرشركة «مكتوب» بوابة رائدة في العالم العربي في مجال التواصل الإلكتروني ، وقد تم إطلاقها سنة 1997 بمبادرة من سميح طوقان وحسام خوري في العاصمة عمان بالأردن ، وقد كانت «مكتوب» أول موقع إلكتروني عربي يطرح خدمات البريد الإلكتروني وقد بلغ عدد خدماته زهاء 115000 خدمة في السنة . وتقوم مكتوب باستغلال أكثرمن إثنتا عشرموقعا إلكترونيا تحمل كلها الإسم الإعلاني للشركة « مكتوب» ك «عربي دوت كوم « إلى خدمات « الويب مايل » والشبكات الإجتماعية والمدونات ومواقع الرياضة والمنتديات ومواقع الإستشارة والمساعدة إلى مواقع الصوروالفيديو... وعلى المستوى الإعلاني فإن بوابة «ياهو مكتوب» القادمة تراهن على العائدات الإعلانية بالأساس . فالمعلنون والمستشهرون سيمكنهم الولوج إلى النطاق المشترك للبوابتين معا «ياهو مكتوب» من أجل البلوغ إلى أكبرعدد من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسب تصريح لأحمد ناصيف المديرالعام لشركة مكتوب . ومن خلال دراسة قام بها مكتب ( Madar Rrsearch ) وتم الإعلان عنها بهذه المناسبة ، فإن سوق الإعلانات في المنطقة من المتوقع أن ترتفع هذه السنة بنسبة 35 % أو 45 %. ونتيجة لهذا الإتفاق فسوف نلاحظ ان كلا من شركتي ياهو وجوجل قد إقتحمتا ساحة المعركة الإلكترونية من أجل السيطرة على شبكة الإنترنت على المستوى العالمي بالإضافة طبعا إلى الوافدين الجديدين «فيسبوك» و«توتير» . ولقد باتت المعركة أكثر شراسة خصوصا مع إستفحال الأزمة المالية العالمية وتدني عائدات الإعلانات . ومن أجل الرفع منها فإن العملاقين معا قد خططا لتوسيع أمبراطورية إستثمارهما خصوصا في الأسواق الناشئة والصاعدة حيث ولوج الإنترنيت وتطورالتكنولوجيات الجديدة للإتصال والمعلومات يتيح فرصا للإستثمارمقارنة مع الدول الغربية . فمثلا ولوج الإنترنت في مصرالقطر العربي الأول في تعداد السكان لايتعدى 12.9 % بينما تبلغ النسبة في المملكة العربية السعودية 22.7 %. ماهي آثارهذه العملية التحويلية على مستخدمي مكتوب وهل سترتفع درجة الرقابة على المحتويات خصوصا ان هناك الكثيرمن الكتابات والإنتقادات والتعاليق التي تنتقد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، وفي تصريح لأحد المسؤولين في شركة ياهوأكد أن الشركة ستحترم حرية المقاربات الفكرية التي كان يعبرعنها مستخدمي مكتوب قبل الإتفاق.