خلفت نتائج انتخابات ثلث مجلس المستشارين بالدارالبيضاء تصدعا واضحا داخل الأحزاب المشكلة للتحالف المسير لمجالس المدينة، بل تعداه إلى خلق التصدع داخل الأحزاب نفسها، خصوصا بعد الإعلان عن النتائج، فوكيل لائحة الاتحاد الدستوري سيجد أن عدد أصواته ينقصها أكثر من 25 صوتا ، ليفقد مقعدا داخل مجلس المستشارين، وهي أصوات ذهبت لفائدة زميلة سابقة له في الحزب والتي ترشحت باسم حزب آخر (البيئة والتنمية) وشكل فوزها مفاجأة للمتحالفين! ويعد الاتحاد الدستوري من «أقوى» الأحزاب داخل مجلس المدينة عددا بتوفره على 31 عضوا داخل مجلس المدينة وحده . حزب الأصالة والمعاصرة ثالث قوة عددية داخل المجلس، ورغم فوزه بمقعد داخل مجلس المستشارين فإنه فوجئ بنقص بين في عدد أصواته منها 54 صوتا بمنطقة مديونة وحدها ، ذهبت في اتجاه صندوق آخر غير صندوق «البام» ، وكانت هذه المنطقة، إلى وقت قريب، تعتبر قلعة مهمة لهذا الحزب الذي انطلقت حملته التأسيسية منها، وكان الحزب قد توعد كل من لم ينضبط خلال عملية التصويت بالطرد، لكن بدا أن تنفيذ هذا القرار صعب، لأن الأمر يتعلق بمقاعد عديدة، قد تفقده تواجده بهذه المنطقة! أما أكبر «مفاجأة» كما وصفها المتتبعون، فهي التي شهدها حزب التجمع الوطني للأحرار، ذلك أن أحد المسؤولين السابقين ببلدية المحمدية «سطا » على 30 مليون سنتيم، وهو ما اعتبره أعضاء من هذا الحزب بمثابة «فضيحة»! فقد توصل هذا المسؤول بالمبلغ المذكور من أحد زملائه في الحزب من المترشحين إلى مجلس المستشارين، لينفقه على الحملة الانتخابية، لكن المبلغ لم يظهر له أي أثر وظهرت النتائج عكس المنتظر، وقد أثير هذا الموضوع في كواليس البرلمان خلال الافتتاح يوم الجمعة الأخير ! الغاضبون من النتائج المعلن عنها، منهم من اعتبر أن ساجد دخل على الخط لإسقاط بعض اللوائح، ومنهم من اعتبر أن حزبه خذله، كما أن هناك من ذهب إلى القول بأن المشكلين للتحالف التسييري لمجالس الدارالبيضاء لا ثقة فيهم، وهو ما سينعكس على تسيير المجالس لا محالة التي ستتحول إلى ساحة للتطاحن وتصفية الحسابات! وقد انطلقت منذ الإعلان عن النتائج حملة ضد التسيير في الدارالبيضاء ، وبدأ التلويح بإثارة ملفات بعض المسؤولين! ويذكر أن انتخابات ثلث مجلس المشتارين بجهة الدارالبيضاء كان عنوانها الأساسي هو توزيع المال حيث تراوح ثمن الصوت بالنسبة لبعض الأعضاء ما بين 2 و4 ملايين سنتيم، و10 ملايين بالنسبة لبعض الرؤساء، وتضاعف هذا المبلغ في بعض الغرف، مما يجعل شعار تخليق الحياة السياسية، أمرا من ضرب الخيال على الأقل في العاصمة الاقتصادية!