مكي الصخيرات الذي أسال الكثير من المداد، وساهم في بيع الآلاف المؤلفة من قنينات الماء، الذي يمسه بيديه فيصبح «ماء مقدسا» يشفي كل الأمراض كما أشاع عنه وأعلنه في العديد من الحوارات الاعلامية معه، مكي الصخيرات هذا يعود اليوم فقط ليسيل مدادا آخر من نوع آخر، يمكن تسميته بمداد القضاء، بعد أن رفعت أخيرا إحدى السيدات دعوى قضائية تتهمه فيها بعمله على تدهور وتفاقم مرض ابنها. مداد الصحافة في السابق كان قد تحدث عن حالات مماثلة لمرضى عمل المكي على إعطائهم وهما بالشفاء، وتوقفوا عن متابعة علاجهم الطبي، مثلما سال مداد الصحافة أيضا للحديث عن الرجل وعن طوابير «المخدوعين» الذين ينتظرون لقاءه، ورجال الأمن الذين يحرسون هذه الطوابير، ومع ذلك لم تتحرك أية سلطة لتوقف هذا الدجل العلني وهذه الشعوذة الطافحة، وهذا النصب والاحتيال البائنين، ولم تتحرك أية نيابة عامة لتدافع عن الحق العام، ولم تتدخل أية جهة لتعلن أن ما يفعله مكي الصخيرات لا يليق بالقرن الحادي والعشرين. والآن ستُسيل الصحافة مدادها وهي تتابع أطوار محاكمة مكي الصخيرات وستنقل حكم القضاء، ولربما إن تم القضاء على هذا المكي، فإن ثمة مكيات آخرين سيظهرون لإكمال عملية الإلهاء التي يبدو أنه لا يراد لها أن تنتهي في ليلة لا تنتهي!