أقدمت سلطات مراكش على عملية تزوير مفضوحة في واحدة من أبشع صور اغتيال الديمقراطية حين زورت نتيجة انتخابات ثلث مجلس المستشارين فئة الصناعة التقليدية التي جرت يوم الجمعة 2 اكتوبر 2009، فبعد ما تبين لها أن الفائز هو نجيب أيت عبد المالك عن «الاتحاد الاشتراكي» هربت رئيس مكتب التصويت الذي كان قد حرر المحضر القانوني و النهائي بخط يده ونتوفر على نسخة منه والذي يستفاد منه ما يلي: عدد الناخبين: 56 عدد المصوتين: 56 الأصوات الملغاة: 3 الأصوات المعبر عنها: 53 نجيب أيت عبد المالك (الاتحاد الاشتراكي): 27 صوتا حجوب الساخي (الأصالة والمعاصرة): 26 صوتا هذه النتيجة لم ترق السلطات التي كانت قد استنفرت جميع إمكانياتها وأساليبها في مساندة مرشح حزب التراكتور والضغط على الناخبين وترهيبهم إن لم يصوتوا على مرشح الأصالة، لكنها فشلت في ذلك وهو ما دعاها إلى تهريب الرئيس وخلق البلبلة والدفع بممثل حزب الهمة للتهجم على مكتب التصويت، وتمزيق واحدة من الأوراق المعبر عنها. السلطات ضغطت على أعضاء مكتب التصويت بكل الوسائل قصد تزوير المحضر وتحريف النتيجة، لكنهم لم يخضعوا لكل ذلك وظلوا معتصمين بمكتب التصويت بمقر غرفة الصناعة التقليدية، منتظرين عودة رئيس المكتب وقد عاين المفوضون القضائيون ذلك ولم ينسحبوا من هذا المكتب إلا في الساعة الثانية بعد الزوال حين فوجئوا بوسائل الإعلام المسموعة المحلية تعلن عن النتيجة التي أرادتها السلطة رغم أنف الديمقراطية. وقد تتبع هذا السيناريو أولا بأول عضو المكتب السياسي الأخ إدريس أبو الفضل و اتصل بوالي مراكش بالنيابة وعامل مراكش بالنيابة، مخبرا إياهما بالخروقات الفاضحة التي أقدمت عليها السلطات المحلية تحت إشراف رئيس منطقة جامع الفنا، طالبا منهما تحمل مسؤوليتهما و اتخاذ الاجراءات اللازمة. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نظم ندوة صحفية حضرها أعضاء الكتابتين الجهوية و الإقليمية و فعاليات من المجتمع المدني، كشف خلالها أعضاء مكتب التصويت عن السيناريو الذي نفذته السلطات المحلية لحرمان حزب القوات الشعبية من مقعد مستحق. وأكدوا أن السلطات مارست عليهم مختلف أشكال الضغط لكنهم ظلوا متشبثين بالنتيجة الحقيقية التي أسفرت عنها صناديق الاقتراع و التي دونت بخط يد رئيس مكتب التصويت. ومباشرة بعد تأكد فوز مرشح الاتحاد توصل ممثل مرشح حزب الأصالة بمكالمة هاتفية .فتظاهر بأنه يرغب في الشرب فإذا به يرتمي على الظرف الذي يضم أوراق الأصوات المعبر عنها ممزقا إحداها. فتم الاتصال بالسلطات ليتم إخراجه قبل أن تعود لتطلب إرجاعه إلى داخل المكتب زاعمة أنه سينضبط. لكنه لمجرد أن دخل قام بفوضى عارمة و هي اللحظة التي اقتحم فيها يوسف حمداوي رئيس منطقة جامع الفناء وتوفيق لكرافص موطف بقسم الانتخابات بالولاية والمدعو طوال نائب والي الامن وعدد من القواد ورجال الأمن واخذوا يملون على رئيس المكتب محاضر وفق هواهم بعدما عمد رئيس منطقة جامع الفناء إلى انتزاع المحضر من كاتب مكتب التصويت وتمزيقه بعدها تم إخراج و تهريب رئيس مكتب التصويت و هو موظف بالعمالة بعدما فشلوا في إقناع باقي الأعضاء بالموافقة على محاضر مزورة أملى مضمونها رئيس المنطقة. ليدخلوا في اعتصام لمدة 24 ساعة منتظرين عودة رئيس المكتب الذي خضع لضغوطات السلطات فتم إعلان نتائج معاكسة في مكان مجهول وليس داخل مكتب التصويت. وقد عبر الأخ إدريس أبو الفضل في الندوة الصحفية ذاتها عن أن هناك تواطؤا من وزارة الداخلية من أعلى إلى اسفل لخدمة البام واصفا ماوقع بمجزرة اغتيال الديمقراطية ، مشددا على أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لن يرتكن إلى الصمت بل سيخوض معركة شرسة ضد أعداء الديمقراطية الذين ارجعونا إلى لحظة انتخابات 1983 بهذه المدينة. ومن جهته كشف نجيب آيت عبد المالك مرشح الاتحاد الاشتراكي أن حزب الأصالة والمعاصرة حاول مساومته والضغط عليه قصد تقديم استقالته من الاتحاد الاشتراكي و الترشح باسم " البام " وهو مارفضه، فهددوه بالكثير من الوعيد لكنه صمد ضد كل هذه الأساليب التي تمثل النموذج الذي جاء به حزب الهمة في ما أسماه «تخليق العمل السياسي».