أكد عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن «الاتحاد هو الاتحاد ولم يتغير». جاء هذا التأكيد خلال حلول خيرات ضيفا على برنامج «تيارات» الذي بثته القناة الثانية مساء يوم الإثنين 28 شتنبر الجاري، من أجل تسليط الضوء على احتفالات الحزب بالذكرى الخمسين لتأسيسه، وكذا لجرد مختلف الإنجازات والمراحل التي عاشها الحزب على امتداد العقود الخمسة الماضية. وأبرز عبد الهادي خيرات أن الاحتفاء بالذكرى الفضية لتأسيس الحزب لا يخص الحزب وحده، بل هو احتفاء لكل المغاربة بخمسة عقود من تاريخهم، مذكرا بأبرز المراحل التي عرفها التأسيس والنضال، في إطار الحركة الوطنية أو في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وكذا في إطار العمل النقابي، من أجل وضع البلاد على سكة الإصلاح الديمقراطي، والمبادرة إلى المطالبة باعتماد إصلاحات دستورية. واعتبر خيرات أن معرض الصور والوثائق الذي أقيم بالمناسبة الفضية، لا يختزل تاريخ الحزب ولا الأنشطة الاحتفالية بالذكرى، بل يظل اجتهادا لمجموعة من الشباب الغيورين والمؤرخين الذين رغبوا في المساهمة في تجميع ذاكرة تخص كل المغاربة، حتى أن الضيوف الذين حضروا افتتاح المعرض ينتمون إلى مختلف التيارات السياسية، وكذا الرعيل الأول المؤسس للحزب. وأوضح خيرات أن غياب بعض الأسماء عن حضور الحفل، ليس رفضا من جهتهم، بل يعود بالأساس إلى ظروفهم الصحية، كما هو عليه الحال بالنسبة لمولاي عبد السلام الجبلي، ومحمد منصور وأحمد بنجلون. وأشار عبد الهادي خيرات إلى أن تشبث المغاربة بشخص السي عبد الرحمان اليوسفي، دليل على مكانة هذا الرمز في قلوب جميع المغاربة، وعلى الاحترام الذي يحظى به لدى الجميع، من سياسيين ومناضلين ومواطنين عاديين داخل المغرب وخارجه، وهو الأمر الذي لم يأت بمحض الصدفة، بل هو ثمرة نضال طويل اتسم بالتمسك بمبادئ الحزب الديمقراطية. وأكد خيرات أن اعتزال اليوسفي العمل السياسي لا يحمل في طياته أية إدانة للحزب، بل هو تعبير عن موقف ثابت وواضح، لأنه، أي اليوسفي، يرى أنه لا يمكن تسيير البلاد على المستوى الحكومي، بيد أن التسيير على المستوى البلدي يسير في اتجاه آخر. وفي ما يتعلق بالتنظيم الداخلي للحزب، أوضح خيرات أنه كان ثمة إجماع على القرار السياسي للحزب، والنقاش الذي كان دائرا يتعلق بنظام الاقتراع الذي يمكن اعتماده لانتخاب أجهزة الحزب، حيث اتضح أنه لم يكن بالإمكان اعتماد نظام الاقتراع باللائحة لانتخاب أجهزة الحزب. كما أشاد بالنزاهة والشفافية التي تم بها انتخاب الأجهزة والكاتب الأول للحزب، حيث تم إشراك جميع وسائل الإعلام الوطنية والدولية في متابعتها، رغم أن البعض يريد تجاهل ذلك المستوى المتقدم الذي تعرفه الديمقراطية في التنظيم الداخلي للحزب. وأدان خيرات الفساد الذي عرفه المسلسل الانتخابي، وحذر من النخاسة السياسية التي أفقدت المواطن المغربي الثقة في مؤسساته وجعلته يعزف عن المشاركة السياسية. واعتبر أن المغرب يسير في اتجاه أعوج لابد من إصلاحه، وأن الأزمة السياسية تستدعي تدخل الحزب لتحمل مسؤولياته في الوقت المناسب.