وزارة الصحة معنية الآن، أمام كثرة الطلب وقلة العرض الصحي، بإحداث مراكزلتصفية الدم بمستشفياتها، وتجهيزها بالمعدات والآليات المستلزمة، وتوفيرالأطرالطبية من أطباء وممرضين وتقنيين، لمرضى القصورالكلوي، خاصة أن معظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود قررالصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، اقتناء 45آلة جديدة لتصفية الدم بمصحاته بكل من أكَاديرومراكش وطنجة ووجدة وسطات والجديدة والمحمدية والدارالبيضاء (درب غلف)، بأكثرمن 740 مليون سنتيم، وذلك لتلبية حاجيات العدد الكبيرمن المرضى المصابين بهذا الداء، وتغطية الخصاص الذي تعاني منه عدة مصحاته بالمدن المغربية،مما كان سببا رئيسيا في الكثيرمن الوقفات الإحتجاجية والشكايات الموجهة إلى المسؤولين بصدد هذا النقص المسجل في آليات تصفية الدم. وقد أعلنت ذات الإدارة عن طلبات عروض لاقتناء آليات جديدة لتصفية الدم، تحت رقم53/2009، وسيتم توزيعها على ثمان مصحات، حسب الحاجيات والمتطلبات والعجز، حيث ستكون من نصيب مصحة الضمان الإجتماعي بأكَادير، حصة الأسد من آلات تصفية الدم ب11 آلة، متبوعة بالمحمدية ب7آلات، وطنجة ووجدة ب 6 آلات لكل واحدة، ومصحة درب غلف بالدارالبيضاء ب5آلات، وسطات ب 4آلات، ومراكش والجديدة ب 3آلات لكل واحدة. وعزا مسؤول بمصحة الضمان الإجتماعي بأكَادير،سبب تخصيص 11آلة لهذه المصحة إلى كونها تعرف في الآونة الأخيرة،ضغطا كبيرا من قبل المرضى، مما جعل آلاتها تُصاب بأعطاب، بالرغم من خضوعها للصيانة المستمرة من طرف التقني،إضافة إلى أن قسم تصفية الدم بالمصحة لا يتوفرأمام الأعداد الهائلة التي تقصده إلاعلى ثمان آلات، مما اضطرالقسم إلى العمل بالمداومة لمدة 24 على 24ساعة، وكذلك اعتماد إجراء حصتين أسبوعيا لكل فرد، حتى يتم التغلب على مشكل الطلب الذي يفوق العرض ما يزيد عن 60 مريضا يخضع لتصفية الدم لمرتين أوثلاث مرات في الأسبوع، حيث تستغرق الحصة الواحدة لكل مريض، مدة تتراوح ما بين أربع وخمس ساعات. لكن وبالرغم من هذه المبادرة الصحية والمجهودات المبذولة لتوفير التجهيزات الضرورية بثمان مصحات، فالحاجة مازالت ماسة لفتح عدة مراكز جديدة لتصفية الدم، وتجهيزأخرى بمدن جهة سوس ماسة درعة وباقي الجهات سواء بالمستشفيات أومصحات الضمان الإجتماعي او العيادات الخاصة، لتلبية حاجات المواطنين من العلاج، وخاصة بالمناطق النائية، حيث لايزال المواطنون مثلا بزاكَورة وطاطا وتنغيروسيدي إيفني واشتوكة أيت باها يطالبون بإحداث مراكزلتصفية الدم، بعد أن تزايد عدد المصابين بهذا الداء. ولعل هذا المطلب الصحي المستعجل، يجد تبريره في الإحصائيات التي سجلتها جمعيات مرضى القصورالكلوي، والتي تفيد بأن عدد المصابين بهذا الداء هم في ارتفاع كبيركل سنة، زيادة على عدد الوفيات المسجلة في صفوف مرضى القصورالكلوي أنفسهم يصارعون الموت كل حين في رحلتهم الدائمة نحوالإستشفاء، وقطع مسافات طويلة لإجراء الحصص الأسبوعية لتصفية الدم كما يحدث لمرضى القصورالكلوي بطاطا وزاكَورة وتنغير، الذين يتنقلون أسبوعيا لإجراء حصص التصفية بمركزورزازات، نظرا لإنعدام مراكزتصفية الدم بتلك الأقاليم، هذا في الوقت الذي يعاني مركزورزازات هوالآخرمن من نقص في التجهيزات والأطر. ومن ثم فوزارة الصحة معنية الآن، أمام كثرة الطلب وقلة العرض الصحي، بإحداث مراكزلتصفية الدم بمستشفياتها، وتجهيزها بالمعدات والآليات المستلزمة، وتوفيرالأطرالطبية من أطباء وممرضين وتقنيين، لمرضى القصورالكلوي، خاصة أن معظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود ليس في استطاعتهم إجراء حصص تصفية الدم بالمصحات الخاصة، نظرا للتكلفة الباهظة التي تستلزمها الحصص الأسبوعية.