مراكزتصفية الدم وعلاج مرضى القصورالكلوي، تعود للواجهة لتطرح بحدة من جديد في الآونة الأخيرة،بعد تفاقم الوضعية من جهة، وتزايد عدد المرضى سنويا (كما تدل على ذلك الأرقام المسجلة لدى جمعيات هؤلاء المرضى)، وضعف التجهيزات الطبية وقلة المراكزوعدم قدرتها على استيعاب مرضى القصورالكلوي الذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية، بين الحياة والموت، خاصة أن معظهم غيرقادرعلى ولوج العيادات الخاصة لتصفية الدم،نظرا للكلفة الباهظة التي يتطلبها إجراء ثلاث حصص أوحصتين في الأسبوع على أقل تقدير. لكن ما ضاعف من معاناة مرضى القصورالكلوي وزاد من حدتها، ومن إحباط المرضى ويأسهم، هوتدني الخدمات الصحية وتقادم الآليات والتجهيزات،كماهوالشأن بمصلحة تصفية الدم التابعة لمصحة الضمان الإجتماعي بأكَادير، الأمرالذي دفع فرع أكَاديرللجمعية المغربية للمرضى ذوي القصورالكلوي، إلى تنظيم وقفة احتجاجية في بداية شهرشتنبر الجاري، خاصة أن الرسائل والشكايات التي بعثوا بها إلى إدارة المصحة لم تجد آذانا صاغية، ولم تُجْد في أي شيء، بشأن القيام بإصلاحات عديدة ومستعجلة. وجاء في الرسالة التي بعثت بها الجمعية المغربية للمرضى ذوي القصور الكلوي إلى عدة مسؤولين مركزيين وجهويين بوزارة الداخلية ووزارة الصحة يوم 18غشت المنصرم، أن المرضى يعانون بمصلحة المصحة،من تدن واضح في الخدمات على أكثرمن مستوى،نظرا لتقادم التجهيزات والآليات التي اشتغلت لمدة اثنى عشرة سنة فأكثر،إضافة إلى وجود آلات أخرى استعملت سابقا في مصحات أخرى،وهي آليات تتعرض كل مرة للأعطاب المفاجئة مما يعرض حياة المريض للخطر. وأمام ما يحدث من أعطاب متكررة في هذه المصلحة،يضطرالمريض في كثيرمن الأحيان، إلى التنقل من آلة إلى أخرى، بحوالي ثلاث مرات أثناء حصة واحدة لتصفية الدم دون أن تخضع تلك الآلة للتعقيم، مما قد يساعد على انتقال الأمراض المنقولة عبرالدم كداء التهاب الكبد بنوعيه وغيره. وبخصوص التجهيزات الأخرى، فهي لا تقل سوءا عن آليات تصفية الدم، فالأسرة مهترئة غيرصالحة بتاتا للإستعمال بفعل تقادمها،وبالتالي لا تُوفرالراحة اللازمة للمريض. أما قاعة العلاج فهي معرضة لأشعة الشمس صباح مساء، مع العلم أن الواقيات من هذه الأشعة غيرصالحة هي الأخرى، مما يجعل المريض معرضا دوما لهذه الأشعة طوال حصة العلاج التي تمتد لأربع ساعات، أضف إلى ذلك تعطل مكيف الهواء، حيث يعانى المرضى الشيء الكثير،وخاصة مع موجات الحرارة المرتفعة التي عرفتها مدينة أكَادير، في الصيف الماضي. وأضافت الرسالة التي حصلنا على نسخة منها، أن هذه القاعة تتحول أحيانا إلى بركة مائية من جراء تسرب المياه من الآلات المعطلة، فضلا عن انقطاع الكهرباء عن القاعة، لعدم صيانة مولد الكهرباء مما يضطر معه الممرض إلى إيقاف عملية تصفية الدم، الأمرالذي يؤدي إلى ضياع كمية من الدم الذي يكون المريض في حاجة ماسة إليها. وفيما يتعلق بالأطرالطبية،فمركزتصفية الدم بمصحة الضمان الإجتماعي بأكَادير، وحسب ذات الرسالة، لايتوفرعلى طبيب مختص،ولازال يعاني من قلة الممرضين والمساعدين مما يتسبب في تدني جودة العلاج وفعاليته، ويضاعف من أزمات مرضى القصورالكلوي بهذه المصحة البالغ عددهم حوالي 60 مريضا يقومون بثلاث أو حصتين أسبوعيا لتصفية الدم، في حين بقية منخرطي الجمعية من ذات المرضى والبالغ عددهم 240 مريضا، يترددون على مصلحة تصفية الدم بمستشفى الحسن الثاني، والبعض الآخريتلقى العلاجات بمصحتين خاصتين بتصفية الدم بأكَادير. (آكادير)