طيلة أيام شهر رمضان الأبرك كان المصلون نساء ورجالا، بمختلف المساجد البيضاوية على مواعيد شبه يومية إن لم تكن يومية، مع أجانب ذكورا وإناثا ، من مختلف الأعمار ، قصدوا بدورهم بيوت الرحمان لابهدف السياحة وتمتيع أنظارهم بالزخرفة والنقش التي تحيل على رونق وجمالية المعمار المغربي والعربي، كما هو معتاد في الزيارات المنظمة لفائدة السياح ، وإنما من أجل إعلان / إشهار إسلامهم واعتناقهم دين محمد ( ص )، أمام أخواتهم / إخوانهم المسلمين، حتى يكونوا شهودا لهم يوم الحشر. أجانب من جنسيات مختلفة سواء أكانوا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أو من «الملاحدة» الذين لم يكونوا يعتقدون ويؤمنون قبل ذلك بوجود الله، حضروا فرادى ومثنى وثلاث، بعد معايشتهم للمسلمين واطلاعهم على طقوس الدين الإسلامي ببلادنا التي هي عنوان للتسامح والتعايش والإخاء، فكانت بذلك إلى جانب دوافع أخرى حافزا لهم لاعتناقهم الديانة الإسلامية. مسجد اليوسفي بالأحباس، و المسجد العتيق بالمدينة القديمة، كما مسجد مولاي ادريس ومسجد المصلى بحي مولاي عبدالله ، ثم مسجد الحسن الثاني الذي يأتي في طليعة المساجد التي شهدت إشهار الأجانب لإسلامهم، واللائحة طويلة من المساجد البيضاوية التي كانت طيلة الشهر الفضيل فضاء للعبادة والتآخي والتشبث بالاسلام، عاشت أجواء / لحظات روحانية استثنائية. آمنة، محمد، عبد الله، نوح، يوسف وإبراهيم ... وغيرها من الأسماء التي أصبح يحملها هؤلاء الأشخاص الذين يحملون جنسيات مختلفة، فرنسية، إنجليزية، أمريكية وألمانية ... عقب إعلانهم لإسلامهم وتلقينهم للشهادتين من طرف الأئمة لتتلوها صيحات التكبير من المصلين وزغاريد المصليات، ترحيبا وتهليلا بالحدث، ليتأكد مرة أخرى للجميع ، وكما كان دوما ، أن المغرب بلد الإسلام المنفتح المعتدل البعيد كل البعد عن مظاهر الغلو والتطرف، التي لاعلاقة لها بديننا الحنيف، وبلد يحترم فيه مواطنوه المعتقدات الدينية لبعضهم البعض دون أي تضييق أو ما شابه!