الاتحاد - الوكالات أفادت عدد من قصاصات وكالات الأنباء الدولية ( أسوشيتد بريس، رويتر، أ.ف.ب. )، تحقيق فريق من العلماء التايلانديين والأمريكيين، سبقا علميا مهما في الحرب ضد السيدا. بل إن الحديث قد انطلق لأول مرة جديا حول إمكانية اكتشاف لقاح مضاد لهذا المرض الخطير الذي يدمر جهاز المناعة في جسم الإنسان، من خلال نجاح لقاح تجريبي في أوسع تجربة سريرية من نوعها في العالم. وأكد هؤلاء الباحثون أن اللقاح يقلل مخاطر الاصابة في حدود الثلث تقريبا، وفق نتائج التجربة التي شملت 16 ألف متطوع وأجراها الجيش الأمريكي ووزارة الصحة التايلاندية. فقد أكد الكولونيل «جيروم كيم» من برنامج أبحاث السيدا الذي يجريه الجيش الامريكي ( خارج الولاياتالمتحدة كما جرت العادة في كل الأبحاث الطبية على البشر أمريكيا )، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة التايلاندية بانكوك «أنه تقدم علمي على درجة كبيرة من الاهمية، ويعطينا الامل في إمكانية التوصل الى لقاح فعال على المستوى العالمي في المستقبل»، مضيفا أنه أول برهان على قدرة لقاح مضاد للسيدا على الحماية من الاصابة بالمرض. فيما وصف وزير الصحة التايلاندي نتيجة التجربة كذلك بأنها «سبق علمي». اللقاح، في الواقع هو مزيج بين لقاحين أعدا سابقا ولم ينجحا في كبح ضراوة الفيروس. وبدأت تجربة اللقاح الجديد ابتداء من شهر أكتوبر 2003 على متطوعين معرضين بدرجة متوسطة للاصابة بالفيروس في مقاطعتين تايلانديتين بالقرب من بانكوك. واللقاحان القديمان المستخدمان في تكوين اللقاح الجديد هما «الفاك» من صنع شركة «سانوفي -افنتيس»، و«ايدزفاكس» من صنع شركة «فاكس-جن انكوربوريشن». ورحبت الاوساط العلمية في العالم، بنتائج تجربة اللقاح التي بلغت نسبة فعاليته في خفض مخاطر الاصابة بالمرض نسبة 32 بالمائة، مثلما رحبت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة السيدا بنتائج الابحاث التي اعتبرتها مشجعة، وأكدتا معا، في بيان مشترك ان «نتائج الدراسة التي تشكل تقدما علميا مهما، هي الاولى التي تبرهن أنه يمكن الوقاية من السيدا باستخدام لقاح. وهي على قدر كبيرمن الاهمية». فيما اعتبرت الاممالمتحدة أن النتائج الحالية لا تسمح بالترخيص باستخدام اللقاح وانه ينبغي القيام بتجارب أخرى لتحديد إن كان يمكن الحصول على النتائج ذاتها في أماكن أخرى من العالم. وتجدر الإشارة إلى أنه تم اكتشاف المرض لأول مرة سنة 1981، وتسبب منذ ذلك الحين في وفاة 25 مليون شخص على الاقل، في حين يعيش 33 مليون اخرين حاملين للفيروس أو مصابين بالمرض.