لا يوجد حاليا أي علاج لمرض السيدا أو لقاح يمكن أن يمنع دخول فيروسVIH، حيث وقفت البشرية مكتوفة الأيدي أمامه لسببين أساسيين هما: 1 - القدرة الغريبة والفائقة للفيروس على تغيير غشائه، وهي قدرة تجعل من الصعب إيجاد دواء يستطيع قتله والقضاء عليه، فكلما اعتقد العلماء والباحثون الوصول إلى مثل ذلك الدواء -مع العلم بأن الأدوية التي اكتشفت إلى حد الآن لا تقتل الفيروس بل تعمل فقط على الحد من تكاثره- إلا وتحول شكل الفيروس بصورة يصبح معها الدواء عاجزا عن اختراقه. 2 - عدم وجود نوع واحد من فيروس VIH، حيث تم إلى حد الآن رصد ثلاث فئات له, هي: M، N وO، ونوعين VIH1 وVIH2، وعدة أصناف يختلف وجودها حسب القارات والدول. 3 - رصد جهاز المناعة وخاصة الخلايا اللمفاوية T4 للفيروس المراد جعله كلقاح ضد المرض، فمن المعلوم أن اللقاح يعتمد على إزالة الجانب الضار في الفيروس -أي فيروس- ثم زرعه في الجسم ليسبب إفراز أجسام مضادة له، فيكون بذلك محصنا من المرض المستهدف، لكن ما يقع في حالة فيروس VIH أن إزالة الجانب الضار فيه تجعل المناعة ترصده وتتعرف عليه فتقضي عليه. ولهذا، فإن الأدوية المتوفرة حاليا يقتصر مفعولها فقط على إيقاف الفيروس ومنع تكاثره، لكن قبل الحديث عنها لا بد أولا من الحديث عن تلك التي كانت متوفرة في السابق. في سنة 1986، تم اكتشاف دواء يمنع تكاثر الفيروس سمي بAZT، ثم بعد ذلك اكتشفت أدوية أخرى تعمل على تحقيق نفس الهدف وإن كانت أقل فعالية من الدواء السابق، وهي DDI وDDC وD4T و3T، لكن ونظرا إلى كون هذه الأدوية تخلق آثارا جانبية سلبية على جسم الإنسان (تسممات بعض الخلايا، إعاقة عمل الصفائح الدموية المتسببة في منع تخثر الدم،...)، كما أنها أصبحت غير ذات فعالية، فقد قام العلماء باكتشاف دواء يتميز بالملاءمة بين دواءين أطلقوا عليهما اسم «العلاج الثنائي»، الذي أبان عن فعالية كبيرة في إيقاف تكاثر الفيروس، مما دفع بهم إلى الملاءمة بين ثلاثة أدوية واستخراج دواء واحد أسموه: «العلاج الثلاثي». ويعتبر العلاج الثلاثي حاليا العلاج الأكثر انتشارا في العالم والأكثر فعالية، ليس في القضاء على الفيروس، بل فقط في منع تكاثره والقضاء على الأمراض الانتهازية، والتحكم في المرض، وذلك بتوجيه ضربتين إلى الفيروس، الأولى عند ولوجه لخلية T4 بإيقافه لأنزيم الناسخة العكسية الذي يمكن الفيروس من التكاثر، والثانية عند استكماله للتكوين (بإيقافه لأنزيم البروتياز الذي يمكن الفيروس من إكمال تكوينه)، حيث يصبح المصاب بفضله مجرد حامل للفيروس وليس مريضا بالسيدا. ومع ذلك، يمكن القول إن اتباع العلاج الثلاثي بكيفية منتظمة يعتبر عسيرا، ليس فقط بسبب المضاعفات الكثيرة والجانبية التي تصاحبه، بل أيضا لأن المريض يكون محكوما عليه بمواصلة هذا العلاج طيلة حياته وبشكل يومي، وهو ما يعتبر صعبا نظرا إلى تعقد التركيبة العلمية الواجب توفرها فيه، والتكاليف الباهظة التي يتطلبها، لذلك تبقى الوقاية هي أفضل وسيلة لمواجهة مرض السيدا والقضاء عليه.