رغم قلة الإنتاج السينمائي في سوريا، وربما ندرته، نتيجة لظروف الإنتاج التي تعيشها المؤسسة العامه للسينما، ورغم انفتاح الجانب الخاص على هذه الصناعة والتي ابتدأت مع المنتج السوري نادر اتاسي شيخ السينمائين السوريين، تبقى سوريا في مرتبة متأخرة من حيث الكم الإنتاجي، ورغم ذلك لم يقف هذا الأمر حائلا بينها وبين مشاركتها في مهرجانات عالمية دولية وعربية. لسوريا هذا العام مشاركتان في المغرب، الأولى متمثلة في فيلم «حسيبة» سيناريو وإخراج ريمون بطرس المقتبس عن رواية للأديب السوري خيري الذهبي تحمل نفس الاسم، ومن بطولة سولاف فواخرجي، وذلك في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، والمقام ما بين 28 سبتمبر و3 أكتوبر2009، ورغم أن هذا العمل ليس جديدا وسبق له وأن شارك في كل من مهرجان دمشق السينمائي الدورة 16 ومهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبوظبي، إلا أن مهرجان سلا اختصه بالمشاركة نظرا لأنه مهرجان يهدف أساسا، ومن خلال الأفلام المعروضة في إطار المسابقة الرسمية أو خارجها، إلى طرح قضايا المرأة، سواء على المستوى العربي أوالدولي. أما المشاركة الثانية لسوريا، فستكون في الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي الذي تنظمه جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة أيام 1 ، 2 و3 أكتوبر 2009 والذي ستكون سورية حاضرة فيه أيضا من خلال المخرج ريمون بطرس وفيلمة التسجيلي الجديد «ملامح دمشقية» والذي تبلغ مدته 33 دقيقة، والفيلم كما يقول بطرس «محاولة لتلمس مراحل مهمة من تاريخ مدينة (دمشق) أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، وهي الحاضنة لعدد من الحضارات التي تعاقبت تاريخياً عليها عبر آلاف السنين، ويعرض الفيلم عبر مجموعة من الصور ملامح دمشقية خلال فترة تاريخية تقارب ثمانية آلاف عام، متوقفاً عند أبرز المحطات، ومعرفاً بعدد من الشخصيات التي عايشت المدينة وعاشت فيها وغيرت من تاريخ العالم: بولس الرسول، وصلاح الدين الأيوبي.» كما أكد المخرج ريمون بطرس عن سعادته البالغة بوجوده في مهرجانين مهمين رغم أن فترة انعقادهما ستكون متشابكة بالنسبة له لأنهما ينعقدان في نفس الفترة تقريبا، وثانيا لأنه منهمك في متابعة الأعمال الدرامية العربية والسورية بشكل خاص كونه سيكون عضوا في لجنتي تحكيم تقيّمان الأعمال السورية والعربية بشكل عام . يذكر أن المخرج ريمون بطرس كان قد انتهى من إخراج فيلم «ملامح دمشقية» في نهاية عام 2008 وتكفلت بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق بعملية الإنتاج، كما تم إرسال 27 نسخة منه إلى دول أوروبية تمثل دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حصول قناة الجزيرة الوثائقية على حقوق عرضه .