تجثم على عدد من الأحياء بمدينة وجدة رائحة كريهة ناجمة عن «عصير المزبلة» كل مساء لتستمر حتى صباح اليوم الموالي، رائحة تصل حد الغثيان، فكلما حل المساء تقبض - ساكنة كل من حي العرفان، السلام، السعادة، إيريس، بنخيران، قادة حسين، الجوهرة، حي الحكمة ومنطقة واد الناشف بأكملها - على أنفاسها وكأنها على موعد مع عدو شرس يتربص بها. ومصدر هذه الرائحة الكريهة معروف وأهل سكان سيدي يحيى أدرى بها لأن نفس المطرح العمومي كان ضيفا عليهم لسنوات قبل أن ترحله مصالح البلدية إلى الجهة الأخرى من المدينة ربما آخذة بمبدأ تكافؤ حصص الاستنشاق بين سكان المدينة عوض أن تريحها من هذه الكارثة البيئية الخطيرة، خاصة وأنها خلفت إصابات بأمراض كالربو والحساسية لاسيما في وسط الأطفال... ونظرا لتأثير هذه الروائح وغيرها من الظواهر السلبية على سمعة عاصمة المغربي الشرقي وتعطي انطباعا بأن الحديث عن سياسة اللامركزية والديموقراطية والتسيير الذاتي مازال حبرا على ورق، وأن الصالح العام آخر ما يفكر فيه المسؤولون وأشباههم، ونظرا لكل ذلك فإن سكان الأحياء المذكورة يطالبون بإيجاد حل جذري وعاجل لهذه الكارثة البيئية...