لم تكن هذه السنة مختلفة عن باقي السنوات الأخيرة، فالفكاهة المغربية لم تشهد أي تغيير يلحظ بسبب إصرار القنوات المغربية كل رمضان على تكرار نفس الإنتاجات التي تعرف نوعا من النمطية وتكرار في التيمات والأفكار وحتى في طريقة توزيع البرامج وأوقات العرض دون أن تتأثر بانتقادات الصحافة الوطنية وكذا الجماهير.. فمن خلال ما استقيناه من آراء الجمهور صرح لنا أحمد وهو شاب في 24 من عمره حاصل على إجازة في الآداب «أنا لست مهتما بالتلفزة المغربية، وخاصة الكوميديا، لأنها لاترتقي إلى المستوى المطلوب»، فمعظم البرامج رديئة وتافهة». ويبقى السؤال المطروح دائما وعلى امتداد هذه السنوات العشر الأخيرة، تقريبا أين مكمن الخلل في هذه البرامج، هل هي أزمة نص، أزمة كتابة، أم هي أزمة إنتاج؟ أو ربما هل الجمهور يريد هذه البرامج على هذا المنوال؟ غير أن هذا الأخير يتهم كل المسؤولين عن الانتاجات الكوميدية ابتداء من كاتب السيناريو أو صاحب الفكرة الى القنوات التي تثبت هذه السلسلات بمعاملته كمشاهد غبي غير مدرك للفكاهة والفن واستغلال الأوفياء للتلفزة المحلية في مشاهدة كل ما هو بعيد عن الحرفية الفكاهية.. وهذا ما يبرر اضطرار معظم المشاهدين الى التخلي عن القنوات الوطنية واللجوء الى الفضائيات الأجنبية والعربية، بحثا عن إنتاجات يلمس فيها روح الإبداع. في حين أن هناك من يستغني عن التلفاز بشكل نهائي والاتجاه نحو المقاهي أو الشارع كبديل للترفيه عن النفس، وهذا ما استقيناه من كريم (34 سنة - موظف) حيث يقول«كنت أتابع الإنتاجات المغربية خلال السنوات الفارطة كحسن الفد وحنان الفاضلي، فهما مقارنة بما تقدمه التلفزتان الاولى والثانية الآن، كان أفضل، أما الآن فأنا أفضل أن أذهب إلى المقهى». وحتى ربات البيوت اللواتي يعتبرن أكثر استهلاكا للتلفزة يملن الى الاستمتاع بالدراما غير المغربية سواء كانت كانت تركية، مكسيكية عربية أو حتى كورية، مبتعدات عن الدراما المغربية. أما فئة الشباب فيجدون متعتهم إما في الأنترنت بدل مشاهدة هذا العبث، كما أسموه، ويظل الأطفال الصغار هم المشجعون الأساسيون للفكاهة المغربية والأكثر إقبالا عليها لسببين فقط، أولهما عدم وعيهم بالقيمة الفكرية والأدبية للفكاهة والفنية عامة، وثانيهما سهولة الفهم، لأن السلسلات الكوميدية تعرض باللغة الدارجة. من خلال الشواهد والمداخلات نستخلص أن القنوات المغربية تعاني من رفض كبير من قبل الجمهور الذي يتساءل إلى متى ستظل هذه القنوات على هذا الحال وتبقى الانتاجات دون المستوى، مطالبا المسؤولين عن هذه الانتاجات بإعطاء فرص لكفاءات وحرفيين جدد كتغيير للوجوه الروتينية التي أصبحت تحتل القنوات والتي سئم منها الجمهور، والتخلي عن الاحتكار والنهب داخل المؤسسات الانتاجية.