خلُصت نتائج الدراسة الصادرة عن الهيئة الوطنية لتقويم منظومة التربية والتكوين والتي تمحورت حول تقييم التحصيل الدراسي في مادة الرياضيات والعلوم مثل الفيزياء وعلوم الحياة والكيمياء في مستوى التعلمات الفعلية لتلاميذ المستويين الرابع والسادس من التعليم الابتدائي، والمستويين الثاني والثالث من التعليم الثانوي الإعدادي خلال موسم 2008، الى أن %60 من تلاميذ السنة السادسة ابتدائي لم يتحكموا بعد في عمليات الحساب الاساسي على الأعداد العشرية، وأن ثلث أرباع (3/4) التلاميذ في المستوى السادس ابتدائي لم يستوعبوا بعد مفهوم النسبة المائوية وبالأحرى تطبيقه.. وأضافت خلاصة الدراسة قائلة في هذا السياق، بأن عدم التحكم في عمليات الحساب الاعتيادية في الابتدائي يعرقل تقدم تلاميذ الثانوي إعدادي في دراستهم للجبر، مشيرا الى أن «كل التلاميذ يجدون صعوبة كبيرة في معالجة الأسئلة المفتوحة وتعبئة الموارد المكتسبة»، وأوضح المصدر عينه الذي اعتمد في تقييمه للمواد العلمية المذكورة على عينات تتكون من 6900 تلميذ بالابتدائي، و6360 تلميذا بالثانوي الاعدادي، فضلا عن العديد من الإطارات والخبراء في مجال التربية والتكوين، أن قرابة %40 من أهداف تعليم الرياضيات مثلا المقررة في البرامج الدراسية للتعليم الابتدائي تم تحقيقها فيما تم تنفيذ %27 فقط في الثانوي. وكشفت الدراسة التقنية من جهة أخرى، بأن التلاميذ يواجهون صعوبات كثيرة مثلما أنهم يرتكبون أخطاء باستمرار في عملية التحصيل الخاصة بموارد الفيزياء والكيمياء، وعلوم الحياة والارض، منها الصعوبات المتعلقة باستيعاب المعارف، وضعف التحكم في المعارف الجديدة، تحت تأثير ضعف المكتسبات القبلية الضرورية، وإهمال بعض المعارف غير المعتمدة في الامتحان من طرف التلاميذ والمدرسين على السواء، ومحدودية قدرة التلاميذ على التحليل والتركيب، وصعوبات مرتبطة بنقص التجريب، وعدم القدرة على تعبئة الموارد في وضعيات مندمجة، ضعف التحكم في لغات التدريس، وعزت الدراسة التي اتخذت في إطار البرنامج الوطني لتقويم التحصيل الدراسي لسنة 2008 الاسباب التي قد تكون وراء صعوبات التعلم في مختلف المستويات التعليمية التي شملتها الدراسة على الأقل الى ضعف المكتسبات النظرية والتجريبية القبلية بسبب عدم معالجة ثغرات المستويات الدراسية والاقتصار على تعلمات متمركزة حول المعارف والوضعيات البسيطة وعدم تجاوز ذلك إلى مرحلة التطبيق. هذا علاوة على إبقاء التجريب الحلقة الأضعف في تعلمات العلوم التجريبية في المدرسة العمومية، وغياب أطر مرجعية رسمية تؤطر التعلمات والتقويمات المتعلقة بالعلوم التجريبية في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية. وذكر المصدر في الاتجاه ذاته أن من الاسباب أيضا التي تحول دون تعلم سليم، وتحصيل دراسي في المستوى المطلوب، «ظروف عملية التعليم غير المشجعة على إنجاز أنشطة التجريب والتي تتجسد مثلا في الأقسام المكتظة، ونقص القاعات المتخصصة، وقلة الوسائل والمعدات».