يعيش «المكي رويحة» منذ حوالي العام، ظروفا صعبة في ماليزيا إثر تعرضه لحادثة سير مروعة تسببت في شلله التام، وقد تتفاقم وضعيته بسبب تنقيله يوم الخميس الماضي إلى مستشفى آخر لا يوفر له الرعاية اللازمة. وحملت أسرة هذا المواطن المغربي مسؤولية حدوث أي تدهور في الحالة الصحية لابنها المريض، للسفارة المغربية بماليزيا. وذكرت شقيقة المكي ارويحة، في اتصال أجرته معها الجريدة، أن شقيقها الآخر الذي يوجد حاليا في ماليزيا لرعاية المكي، أخبرها بأن نائب السفير المغربي وقع على قرار تنقيل المكي من مستشفى «أمبانغ» العمومي، والذي يوجد في قلب العاصمة كوالالمبور، وتتوفر فيه كافة ظروف الرعاية الصحية التي تتطلبها حالة المكي، إلى مستشفى آخر «معزول وبعيد عن العاصمة» و«يفتقد لأبسط مقومات المستشفيات العادية»، مع العلم أن الطاقم الطبي للمستشفى أكد لشقيق المكي أن حالة هذا الأخير تستدعي نقله إلى مركز متخصص في الترويض الطبي، وإعادة تأهيل المفاصل والعضلات، إضافة إلى جلسات خاصة لتنشيط الذاكرة. وتعود فصول هذه القضية إلى شهر أكتوبر 2008، عندما كان المكي يقوم بزيارة لماليزيا، حيث تعرض لحادثة سير خطيرة لم تود بحياته لكنها أفقدته الحركة كليا. وبمجرد إخبار الأسرة في مدينة الصويرة من طرف أحد رفاقه الأجانب، تدبرت بمشقة تكاليف سفر شقيقه رشيد ليلتحق به ويطمئن على حاله. وبعد جهد جهيد تمكن رشيد من تنقيل أخيه إلى مستشفى يقع في مركز العاصمة، في انتظار تنقيله إلى المغرب. وعلى اعتبار أن الحالة الصحية للمكي تقتضي نقله إلى المغرب في طائرة ذات معايير خاصة، رفقة فريق طبي يشرف عليه طيلة الرحلة التي تستغرق حوالي أربع عشرة ساعة، فقد طلبت إحدى شركات الطيران مبلغا كبيرا يقدر بحوالي 20 مليون سنتيم. مبلغ يتجاوز القدرات المتواضعة للأسرة، مما اضطرها إلى طرق جميع الأبواب بما في ذلك مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج وكتابة الدولة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج، لكنها كانت تواجه بنفس الرد: «ابنكم لا يحسب على الجالية، بل هو مجرد سائح! ». وتتساءل أسرة المكي إن كانت الجنسية المغربية لابنها ومعاناته لما يقارب العام لا تشفع له أمام المسؤولين المغاربة للتكفل بإعادته إلى أرض الوطن وتوفير العلاج الذي هو في حاجة إليه؟. وتشير الأسرة إلى أن ابنها رشيد الذي يتحمل مسؤولية الإشراف على أخيه الكسيح واجه عدة صعوبات في تعامله مع السفارة المغربية بماليزيا، كان آخرها عدم مصادقتها على وثائق يحتاجها لاستعادة ثمن تذكرة كان المكي قد أداه قبل التعرض للحادثة.