المغرب ، هو البلد الوليد الذي يستطيع البعض أن يفعل فيه ما يريد ، وكيف يريد . هذه قصة معروفة ، ويكفي الاطلاع على الفضائح التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى للتأكد منها . لكن المغرب أيضا هو البلد الذي يمكن لأي كان أن يقدم أي شىئ على التلفزيون العمومي ، الذي يموله هذا الشعب المسكين من جيبه دون أن يجد فيه ما يعكس صورته . ولأدلة على ذلك كثيرة ، وهي في رمضان تصبح ظاهرة للعيان أكثر من أي وقت مضى ، ومن بينها تلك الفقرة العجيبة التي تقدمها قناة لبريهي وقت الإفطار بالضبط ، والمسماة » كاميرا غسان« ولكم أن تتصوروا ما يحدث عندما تتحلق العائلات المغربية حول مائدة الإفطار ، بعد يوم طويل من تعب العمل والصيام ، والإعداد ل» شهيوات رمضان« لتفاجأ بشاب تخرج من برنامج » كوميديا« يرمى هكذا في الشارع ، مع كاميرا ، يفعل ما يحلو له ، دون فكرة مسبقة أو خيط ناظم لمحاورة المارة ، وبأسلوب » زنقاوي« لا يضحك ولا يغني من جوع . إن هذه الفقرة المبتذلة ، تطرح سؤالا مستعجلا ، نتمنى أن تجود علينا القناة الأولى بجواب عنه . هل هناك مسؤولون يتابعون ما تبثه القناة ؟ إذا كان الجواب ب« نعم» فتلك مصيبة ، لأن القرار المستعجل الذي يحب أن يكونوا اتخذوه منذ الأيام الأولى هو وقف هذا العبث . أما إذا كان الجواب ب« لا» فتلك مصيبتان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . أما الشاب الذي يقدم هذه الفقرة ، والذي نتمنى له أن يشق طريقه بعيدا عن هذه التفاهات ، فنقول له ، راجع نفسك ، فليس بهذه الطريقة تصنع النجوم ، وما كان عليك أن تستعجل لتظهر بهذه الطريقة ، بل أن تفكر وتختار ما تقدمه .