تظل مقاهي الانترنيت بمدينة الداخلة خلال شهر رمضان، وبشكل لا جدال فيه، المكان المفضل الذي يتردد عليه عدد كبير من الشباب للابحار لساعات طويلة وبكل حرية في عالم الشبكة العنكبوتية الفسيح. فبمجرد الانتهاء من أداء صلاة التراويح، يقصد الشباب والصغار هذه المقاهي المنتشرة عبر مختلف أحياء المدينة، والتي يرون فيها مكانا للتواصل والالتقاء والترفيه والحصول على المعلومة والاستكشاف، يمكنهم من الارتماء في أحضان عالم آخر قوامه الأصوات والأضواء والتكنولوجيا. وتستقطب هذه الفضاءات التي ظهرت بالمدينة قبل سنوات، مواطنين من الجنسين ومن مختلف الأعمار، الذين يستهويهم «الابحار» داخل عالم الأنترنيت الإفتراضي، واكتساب أكبر عدد من الأصدقاء وربط علاقات عبر الشبكة العنكبوتية. وتبدو مقاهي الانترنيت خلال الأمسيات الرمضانية ممتلئة عن آخرها أو تكاد، حتى في الفترة التي يكون فيها الصبيب ضعيفا. وبالنسبة للعديد من رواد هذه المقاهي، فإن شبكة الأنترنيت، علاوة على وظيفتها الإعلامية والترفيهية، تشكل أفضل وسيلة للتخلص من رتابة الحياة اليومية و «الارتماء» في العالم الافتراضي حيث تنتفي جميع الحدود بين مستخدميه من مختلف بقاع المعمور. من جهة أخرى، نجد من بين مستعملي الشبكة العنكبوتية عددا كبيرا من المولعين بالمحادثات المباشرة «الشات» والتواصل عبر المنتديات وغرف المحادثات والمدونات التي أضحت في حد ذاتها موضة بين هؤلاء المستعملين، تمكنهم من التعبير وتقاسم هواياتهم مثل الشعر والسينما والآداب، أو ذكرياتهم أوتبادل أفكارهم ومواقفهم بخصوص الاحداث التي يشهدها العالم. وبالفعل فإن المولعين بالتواصل عبر العالم الافتراضي، والمبتدئين في مجال لغة «الشات» السريعة والمختصرة التي تتكون من كلمات مختصرة ومقاطع صوتية يتوافدون بكثرة، ويوميا على هذه المقاهي من أجل حجز مكان أمام جهاز حاسوب وتجاذب أطراف الحديث وتبادل الرسائل السريعة إلى ساعة متأخرة من الليل بالنسبة للبعض. ويقول مسير لأحد مقاهي الانترنيت إنه بفضل هذه الوسيلة، يتوفر عدد كبير من بين هؤلاء الشباب على لائحة مهمة من العناوين الإلكترونية والأصدقاء عبر العالم، مبرزا أن التقاطر الكبير لمستخدمي الشبكة العنكبوتية يؤدي في الغالب الى بطء الربط بالشبكة. وتستقطب هذه المقاهي أيضا الأطفال المولعين بالألعاب التي توفرها الشبكة. ولذلك، فإن بعضا من مسيري هذه المقاهي لا يترددون في تركيب أجهزة تلفاز، إلى جانب الحواسيب، وربطها بأجهزة ألعاب إلكترونية. ويبرز أحد رواد هذه الفضاءات أن مقهى الأنترنيت يوفر للشباب ولليافعين الذين لا يتوفرون على ربط بشبكة الإنترنيت في منازلهم، فضاء مناسبا للتواصل والتسلية يمكنهم من اتقان استعمال الاداة المعلوماتية ومواكبة تطور عالم التكنولوجيات الحديثة.