اختزنت عالية المحمدية زحمة المرور والتسوق، وفتحت أبوابها لكل أنواع المواد الاستهلاكية والأطعمة العصرية والتقليدية والسلع والبضائع المحلية والمستوردة والمستعملة، والتزمت بتلبية رغبات كل الأذواق والجيوب، تزينت بكل ما لديها من شموخ قبائل زناتة والمجذبة، وباتت كعروس حائرة لا تدري مدى جمال وقيمة ما تبرزه من جديد لسكانها وزوارها. اختزنت عالية المحمدية زحمة المرور والتسوق، وفتحت أبوابها لكل أنواع المواد الاستهلاكية والأطعمة العصرية والتقليدية والسلع والبضائع المحلية والمستوردة والمستعملة، والتزمت بتلبية رغبات كل الأذواق والجيوب، تزينت بكل ما لديها من شموخ قبائل زناتة والمجذبة، وباتت كعروس حائرة لا تدري مدى جمال وقيمة ما تبرزه من جديد لسكانها وزوارها. وظلت أسواق ومطاعم ومتاجر القصبة وفية لزبائنها تستقبلهم عند الغروب وخلال فترة ما بين الفطور والسحور. بينما عمد أصحاب بعض المقاهي بالمدينة إلى إصلاح جوانبها وتزيين مداخلها، لاستقبال زبناء ما بعد الفطور خلال الشهر الفضيل، وجعل هؤلاء، ومعهم مستثمرون جدد في المقاهي، من رمضان مناسبة لإطلاق مشاريعهم والترويج لها. ليبدأ التنافس بينهم على أشده من أجل استهواء الزبناء وتحبيبهم في الجلوس بمقاهيهم، والذي يكلفهم إضافة إلى الموقع والمكان اللازمين حسن المعاملة وتطوير الخدمات، ويجعلهم يختارون أي الأصناف من الزبائن يريدون، ومدى ملاءمتهم مع ما يعرضونه من خدمات وموقع زبنائهم داخل خريطة المدمنين على المقاهي. وخرجت ساحة المدن المتوأمة المقابلة لمقر عمالة المحمدية عن إطار المنافسة بين العشرات من المقاهي المنتصبة عن يمينها ويسارها، ودخلت فترة ما بعد الفطور إلى مرحلة تشكيل فضاء للتسلية والترفيه يوحد بين كل المقاهي ويجعلها قبلة للسياح والضيوف وأصحاب الأرض دون تصنيف لبعضها أو إقصاء، وتزيد حديقة المدن المتوأمة من جمالها ورونقها وبالتالي من إغراء الوافدين الذين أدمن بعضهم تعداد أزقتها ونخيلها السابق. وتعرف مقاهي الساحة كثافة بشرية كبيرة يوميا بعد الفطور، فيما تظل مقاهي القصبة وعالية المدينة حبيسة الخدمات التي تقدمها والزبناء المترددين عليها. قال سعيد، مدرس بسلك التعليم الابتدائي إنه لا يمكنه تغيير مقهاه المعتادة لإدمانه على قهوة (نص نص با امحمد)، مشيرا إلى أن لطريقة إعداد القهوة (مهرسة، نص نص، قهوة حليب، ...) الأثر الكبير في انتقاء المقاهي، فيما تحدث ابراهيم الموظف بقطاع البريد عن دور توفير المقاهي لخدمات إضافية لتحفيز الزبناء، مشيرا إلى الجرائد وبعض أنواع الألعاب (الشطرنج وأوراق اللعب،الكارتة والرامي...) القنوات الفضائية المفضلة للأخبار والرياضة... ويعتمد بعض أصحاب المقاهي على فضاءات وحدائق عمومية مجاورة للمقاهي، يتم استغلالها وفق ما تم الاتفاق عليه بين صاحب المقهى والجهات المعنية، ويتجاوز أصحاب بعض المقاهي المساحات المرخص لهم باستغلالها، فيزرعون كراسي وموائد وسط ممرات الراجلين والأملاك العمومية. وإذا كانت بعض المقاهي تتزين وتغير من خدماتها خلال شهر رمضان، حسب طبيعة ومزاج الزبائن ومستواهم المعيشي والثقافي وموعد استقابالهم الذي يمتد منذ ما بعد الإفطار بدقائق قليلة إلى ساعات متأخرة من الليل، فإن مقاهي أخرى صغيرة تتحول إلى مطاعم ليلية توفر الفطور والعشاء والسحور لعابري السبيل والعزاب، فيما تتوقف بعض المطاعم عن تقديم خدماتها للزبائن و تغلق أبوابها طيلة الشهر الكريم ويخلد أصحابها للراحة متفرغين للصيام والعبادة. وبالمقابل، أحدثت في السنوات الأخيرة عدة مقاه بمحطات الوقود على طول شوارع مداخل المدينة، بمواصفات أكثر خدمة للزبناء الراكبين والراجلين وتعرف هاته المحطات التي أضافت خدمة المطاعم إلى لائحة خدماتها، اكتظاظا كبيرا خلال ليالي شهر رمضان، خصوصا أن موقعها البعيد عن الأحياء السكنية وضوضاء المرور جعلها قبلة للأسر القاطنة بالمدينة والجوار، إضافة إلى احتوائها لمستعملي تلك الطرقات. ويتخوف أصحاب المقاهي، من نفور الشباب والأطفال من المقاهي، وتفضيل بعضهم لمقاهي الشيشا ومقاهي الأنترنيت، حيث أصبحت الفئة الأولى مدمنة على فضاءات الدخان والرقص، فيما تاهت الفئة الثانية في العلوم التي تفتحها الشبكة العنكبوتية وأصبحت تمضي وقتها في المحاورة والغوص في بحار الاتصال والتواصل عبر خدمات مختلفة أغلبها مجاني (الكوكل وياهو وجمايل...)، والانشغال بالدردشة العاطفية والترفيهية عبر الوسيط الآلي. وما زاد بعض المقاهي نكهة خاصة إصرارها على استقطاب زبناء جدد (من النساء والأسر)، حيث أضحى أًصحابها يوفرون ملاهي للأطفال وخدمات صحية وترفيهية للنساء، كما اختار بعضهم تشغيل نادلات لضمان تواصل مريح بينهن وبين الزبائن بمختلف أجناسهم وأعمارهم. والملاحظ أن عدد المقاهي أصبح يفوق عدد المحلات التجارية والخدماتية، بل إن العديد من التجار وغيرهم لجؤوا إلى الاستثمار في هذا المجال المربح، وتفننوا في البحث عن الموقع الجيد لمقاهيهم وتوفير المواصفات الراقية لضمان حصتها من زبائن (القهوة مهرسة والنص نص والمشروبات بمختلف أنواعها وطبيعة تحضيرها أو تقديمها جاهزة...). كما أن معظم المقاهي لا تخضع لأثمنة موحدة، وتعتبر أن المكان وزينته وموقعه تُمَكِّنُ من الاستئثار بنصيب إضافي من جيوب الزبائن فتزيد من ثمن ما تقدمه. وإذا كانت بعض المقاهي بأحياء العالية تخضع لتصنيفات يفرضها سلوك وطبيعة زبائنها أو انتماءاتهم الحزبية أو النقابية أو القطاعية، وتنساق وراء اختيارات مجموعة من زبنائها في تقديم بعض الخدمات(لعب الأوراق، تقديم شرائط أفلام، الشيشا...، فهناك بالمقابل مقاه أخرى بالعالية والقصبة وبساحة المدن المتوأمة تجعل من السياح والضيوف أهم زبنائها، وتفرض خدماتها على باقي الزبناء.