بعد أن انطلقت حمى الاستعدادات لمواجهة خطر وباء أنفلوانزا الخنازير بالعديد من دول العالم، حيث ثمة نقاش سياسي وأمني حول السماح بانطلاق الموسم الدراسي أو عدم السماح به ( خاصة في كندا، بريطانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنساواليابان )، وكذا حول السبل الناجعة لتعميم اللقاح المكتشف من قبل مختبرات منظمة الصحة العالمية، على مختلف شرائح المجتمع، ورغم أننا في المغرب نقع على مرمى حجر من أروبا ومن خطر الوباء الذي يجتاح جارتنا الشمالية إسبانيا،، رغم كل ذلك، لا تزال الحكومة المغربية لم تعلن أية خطة بعد لمواجهة هذا الوباء مغربيا. مثلما أنه لم تباشر بعد أية إجراءات توعوية واسعة ( عدا وصلة إشهارية يتيمة وغير دقيقة علميا تبث في القناتين الأولى والثانية )، علما بأن أهم أشكال مواجهة خطر الوباء، هي تعميم الوعي الصحي العمومي به عند كل المغاربة، لوضع حد لأي توتر أو سوء فهم عمومي عند الناس. حقا، لم تسجل حتى الآن أية حالة محلية ببلادنا لأنفلوانزا الخنازير، والحالات المسجلة والمعلن عنها، كلها قادمة من الخارج، لكن، هذا لا يعفي الجهات المسؤولة من تنوير الرأي العام الوطني حول الإجراءات المتخدة، وكذا حول الخطوات المقطوعة للتوفر على اللقاح ضد هذا الوباء القاتل. وهل سيتم إنتاجه محليا أم سيتم استيراده من الخارج، وما هي المسطرة التي سيتم اتباعها لتعميم التلقيح، هل بذات الشكل الذي قررته فرنسا وبريطانيا، أي تلقيح الأطفال أولا، والنساء الحوامل، وكل المرضى المصابين بأمراض مزمنة، خاصة أمراض الربو والسكري والقصور الكلوي وأمراض القلب، وغيرها. ثم من حق المغاربة أن تحدث الحكومة خلية تواصل خاصة ودائمة تطمئنهم حول كل ما وصلت إليه البشرية من أبحاث ودراسات وخطط لمواجهة الخطر. هكذا، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا، أن القارة الآسيوية مثلا ليس بمقدورها مواجهة الوباء، لأنها لا تتوفر على مختبرات مؤهلة لإنتاج اللقاح، وأن 3 دول فقط هي المؤهلة لذلك، هي اليابان، الصين وأستراليا، وأنها ستكتفي فقط بتلقيح أبناء بلدها ( علما بأن أستراليا لا تتوفر على الإحتياطي الكافي لكل مواطنيها ). فيما لم يعلن أي شئ عن إفريقيا وعن العالم العربي لحد الآن. ومغربيا، كان وفد طبي متخصص تابع لمنظمة الصحة العالمية قد زار المغرب منذ شهور للوقوف على مدى جاهزية بلادنا لإنتاج ذلك اللقاح من عدمه، ولم يصدر أي شئ عن نتائج تلك الزيارة، عدا ما أعلنه بعض مسؤولي مختبرات أدوية مغربية عبر الصحف، عن قدرتهم على إنتاج اللقاح، وهو ما لم يؤكده أو ينفه أي مصدر حكومي مغربي. تجدر الإشارة الى أن مسؤولا صحيا أمريكيا، قد أكد بداية هذا الأسبوع، عدم ظهور أية آثار جانبية مثيرة للقلق، لحد الآن، خلال التجارب السريرية للقاح أنفلونزا الخنازير التي بدأت في الولاياتالمتحدة في مطلع غشت الجاري. وقال مدير المعهد الوطني للحساسية والامراض المعدية أنطوني فاوسي، في مؤتمر صحافي، ان متطوعين راشدين شاركوا في التجربة الاولى من بين التجارب السريرية الخمس المقررة، وذلك في السابع من غشت الجاري، موضحا أن المشاكل الوحيدة التي واجهوها، هي احمرار في المنطقة المحيطة بنقطة الحقن أو تورم في الذراع. وأضاف فاوسي: ان هذه النتائج الجيدة سمحت ببدء التجارب السريرية لدى الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر و 17 سنة في 19 و20 غشت الجاري. ومن المفترض أن تبدأ في شتنبر المقبل التجارب السريرية على نحو 120 امرأة حامل. مصادر غير رسمية، نسبت لمديرية الأوبئة بوزارة الصحة المغربية، أن عدد المصابين بالعدوى ببلادنا، سيتراوح ما بين 900 ألف ومليون مصاب، خلال فصل الخريف والشتاء القادمين، دون تقديم معطيات حول سبل مواجهة الوباء مغربيا.