أسئلة كثيرة تتناسل ونحن على أبواب الموسم الجديد، أسئلة تتعلق بالأجواء العامة التي تميز هذا الدخول الكروي، ما هي الترتيبات والاجراءات التي تم اتخاذها؟ كيف سيتعامل الوافدون الجدد مع متطلبات الأندية؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي تتطلب نقاشا مفتوحا بين كل المتدخلين، حتى تظهر الغايات وتتوضح المسارات. فمنذ تعيين السيد علي الفاسي الفهري على رأس الجامعة، لم يتمكن الرأي العام الرياضي من معرفة الرجل، ومن الوقوف على طريقة تفكيره ودرجة وعيه بالقضايا التي تهم المجال الكروي، وما هي الخطوات العملية التي ينوي القيام بها لتحقيق ما جاء من أجله، وما هي أولوياته، وكيف سيشتغل، وما هي الاجراءات التي سيقوم بها؟ إلى غير ذلك من الخطوات التي من المفروض أن تصل إلى كل المعنيين بموضوع الكرة . إلى حد الساعة، ونحن على بعد ساعات من انطلاق الموسم الكروي، ظل السيد الفاسي والمتحولقين حوله ، صامتين يشتغلون «سرّاً»، دون أن يخرجوا للناس ويضيئون لهم الطريق التي سيتم سلكها هذا الموسم. كانت المجموعة الوطنية (رحمها الله في هذا الشهر الفضيل) - على الاقل- وعند بداية كل موسم كروي، تجتمع مع المسؤولين عن الأندية، تجدد العلاقات وتحدد أيضاً المسؤوليات وتفتح نقاشا حول العديد من القضايا، وكيفما كانت حصيلة الالتزامات، المهم أنه كان هناك نقاش واقتسام للمسؤوليات. أما اليوم، فقد تغيرت العديد من العلاقات، ربما أن السابقين كانوا بدون شرعية دائمة، ويبحثون عنها باستمرار من خلال الاجتماعات واللقاءات مع الرؤساء، وهذا أمر إيجابي جداً، مادام أن اللقاءات واعتماد لغة الإقناع والاقتناع كانت تشكل جزءاً أساسياً في الثقافة المؤسساتية. أما اليوم، فالوافدون الجدد شرعيتهم لا يستمدونها من الأندية، وليسوا في حاجة إلى الأندية لتزكية مواقعهم، فالمفاهيم وبسرعة البرق، قد انقلبت، وبشكل عجيب وغريب، تحول كل شيء، ليصبح القرار نازلاً من الفوق وعلى الجميع الامتثال. بالطبع، هناك العديد من القضايا والاجراءات يتم التحضير لها، والأكيد أن هناك خريطة للطريق يتم رسمها، وبعد الانتهاء منها، ستصبح أوامر تشبه المراسيم الادارية على جميع المصالح (عفوا الفرق) تطبيقها حرفياً. وها هنا ينتصب السؤال الكبير، هل تحولت الجامعة اليوم الى مركز للقرار الوحيد والأوحد، بعيداً، عن القاعدة أي الأندية المعنية هي الأخرى وبدرجة أعلى بمستقبلها وبمستقبل الكرة في هذا البلد. هل الجامعة خلقت لتصبح بديلا عن مجموع الأندية؟ هل الجامعة وحدها أصبحت تفكر وتسطر وتقرر بعيداً عن المحيط الكروي برمته؟ صحيح أن الجامعة لها مجموعة من الصلاحيات ومجموعة من الأدوار يجب أن تقوم بها. لكن لهذه الصلاحيات حدوداً ما، فالجامعة على كل حال ليست لها صلاحيات مطلقة. في الحقيقة، الكرة المغربية اليوم، توجد في وضع مربك وغير سليم. الجميع ينتظر والآخر ينتظر ما سيتم إقراره دون علم ولا عليم. مع الأسف الشديد، الجامعة سلكت طريق الصمت، ولغة القرارات المفاجئة، والأندية تنتظر ما سيتم تطبيقه الى حين الالتقاء في مفترق الطرق، ووقتها ستصبح المعارك مفتوحة. الأكيد أن الجميع يسعى إلى العمل وإلى خلق أجواء مغايرة وجديدة، لتطوير العطاء العام، لكن لا أحد له الحق في الاستفراد بالقرار وفي تقرير مصير آلاف من البشر على خلفية أنه الوحيد القادر على تصحيح الوضع. سينطلق إذن الموسم الكروي الجديد، والصمت لغة الجميع، فالجامعة اختارت الصمت، والأندية في انتظار ما سيقوله هذا الصمت في ما سيأتي من الأيام.