«والله ما سخينا بيكم» راكم «غادين تخليو بلاصتكم خاوية». هذا الكلام تفوه به أحد «الشيوخ الكاثوديكيين» في التلفزيون المغربي الذي كان يحلو له كلما حن إلى إحدى «حلقات السلسلة» «كوول سانتر» النزول إلى بلاطو التصوير لزيارة الطاقم الفني والتقني تفوه بهذا الكلام وهو يودع فريق العمل لحظة الإنتهاء من تصوير كل حلقات السلسلة. هذه الجملة كانت كافية لترسل إشارات قوية للمخرجة المغربية نرجس النجار تفيد بأنها ضمنت مكانا «ما» على شبكة البرامج التلفزية الرمضانية لهذه السنة، وتطمئنها على أن هناك في الطابق الرابع من بناية القناة الثانية من سيكون من بين المدافعين عن هذه «السلسلة»، التي قيل عنها أنها «تستهدف بعض الفئات الصعبة المنال من قبيل ساكنة المدن والشباب والطبقة الاجتماعية المهنية العليا»، «ساكنة لا تشاهد إلا السلسلات الفكاهية من درجة ال«بيزنيس كلاس» وكأن كل ما كانت تقدمه القناة الثانية إلى وقت قريب برامج من الدرجة «الاقتصادية» وموجهة للساكنة غير ال«مدينية». الحقيقة أن ال«سلسلة [كوول سانتر] تتميز بإخراج وفق منظور عصري يعتمد «الصورة والألوان» كما جاء في الملف الصحفي للقناة، وهذا تعريف جديد للرؤية الاخراجية تتحفنا به القناة الثانية، وكأن ما تبقى من الأعمال التي تبثها القناة الثانية ومعها أعمال كل بلاد المعمور اعمال لا ينطبق عليها هذا التعريف، «لاصورة» و«لا لون» لها و«لا طعم» لها بعد ذلك.. الواقع، حسب القناة الثانية، تدور أحداث هذه السلسلة في عالم مراكز الاتصال بالدار البيضاء، غير أن الحقيقة تبين العكس، فالمشاهد الذي تابع الحلقة الأولى تأكد له، بعد كل «قفلة» تباغثه فيها صور مدينة الأنوار، أن الأمر يتعلق بسلسلة تدور أحداثها بالعاصمة الفرنسية باريس. «تحايل إبداعي ممكن»، «نظرة ضيقة» للمشاهد ممكن، غير أن الأكيد أن القناة الثانية لاتريد أن تعيش تفاصيل قصة سلسلة ال«تيلي بوتيك»، التي كانت من نفس الطينة، غير أن أحدهم في القناة من بين القيمين على البرمجة قال عنها أنها «ليست بفكاهة موجهة للجمهور العريض»، واعتبرها «حلقات لشباب «مبتدئين»، يقدمون أعمالا لفئة محدودة، بتكلفة وصفها بالمرتفعة». وعزا توقف سلسلة ال«تيلي بوتيك»، الذي تزامن مع حركة إضراب شنها أصحاب المخادع الهاتفية حينها، إلى استجابة القناة إلى ردة فعل الجمهور، الذي وجه انتقادات لاذعة للسلسلة. نجحت المخرجة المغربية، نرجس النجار في بيع الدقيقة الواحدة من السلسلة الفكاهية «كوول سانتر» بما يقارب 1000 أورو ، أي حوالي 26 مليون سنتيم للحلقة، وأن تستفيد من الإمكانيات التقنية والبشرية للقناتين الأولى والثانية. هذا في الوقت الذي لا تتجاوز فيه قيمة الدقيقة الواحدة على «الجزيرة الوثائقية» 1000 دولار أمريكي. صفقة «كوول سانتر» خطوة أنست نرجس النجار تجربة سلسلة «مازموزيل كاميليا»، التي لم تبث «لأسباب، وبكل بساطة، تقنية وفنية»، حسب بلاغ للقناة الأولى حينها، غير أنه بالموازاة كان التأويل الشاذ للسلسلة، وكذا طبيعتها التي قد تقدم بطلها على أنه مثلي، سببا مباشرا في حذفها. [email protected]