اهتز حي الادارسة التابع لمقاطعة اكدال بفاس مساء أول أمس الثلاثاء 18 غشت الجاري، لحادث جريمة مروعة ذهب ضحيتها طفلتان شقيقتان على يد والديهما (خ.ت) و هو من مواليد 1964 بفاس،عون خدمة عرضي يتقاضى تعويضا شهريا قدره 1200 درهم من صندوق الإنعاش الوطني منذ ما يزيد عن 20 سنة،سبق له ان اشتغل بمقر عمالة ولاية فاس ليتم إلحاقه بعد ذلك بالملحقة الإدارية لحي الادارسة دون ترسيمه لحد الساعة. العناصر الأولية للتحقيق كشفت أن الجاني كُلف من قبل زوجته(وهي مديرة مدرسة للتعليم الخصوصي) بالبقاء بالبيت رفقة الصغيرتين مريم(6 سنوات) و غيثة (3سنوات)، وذلك حتى تتمكن الأم من حضور حفل عقيقة يُقيمه احد الجيران، إلا انه و مع حلول الساعة الواحدة و النصف بعد الزوال،عادت الأم أدبارها إلى المنزل لتلمح مع فتحها للباب سيلا من الدماء،هرعت مذهولة نحو الداخل لتجد جثتي طفلتيها ببهو المنزل و الدم ينهمر منهما .سقطت الأم على جثتي فلذتي كبدها و نُواحها يملأ المكان،مما دفع الجيران و المارة إلى الاندفاع صوب مصدر الصياح الذي كسر الصمت الذي يخيم على الحي لحظة القيلولة مع الارتفاع المهول للحرارة هذه الأيام، ليعاينوا هذا المشهد المأساوي الذي تقشعر له الأبدان، حيث تم إخطار المنطقة الأمنية الثامنة بالجريمة والتي أخبرت بدورها الشرطة العلمية والشرطة القضائية بولاية امن فاس، فيما فضل الجاني اللجوء في صمت إلى مقر ولاية الأمن و تسليم نفسه بعد اعترافه بما اقترفته يداه في حق طفلتيه الصغيرتين اللتين تلقيتا طعنات قاتلة من الأب بواسطة سكين بأنحاء مختلفة بجسديهما. هذا و قد وُضع الأب الجاني و الذي بدا في حالة من الهيستيريا و التوتر الشديد تحت الحراسة النظرية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، حيث من المنتظر ان يلجأ الادعاء العام إلى إحالته على مستشفى الصحة النفسية للتأكد من حالته النفسية و العصبية ، و التي أكد بخصوصها جيرانه و زوجته بأنه يعاني اضطرابات نفسية قد تكون وراء إقدامه على فعلته الشنعاء في حق طفلتيه الصغيرتين اللتين لم تدركا أنهما ستدفعان ثمن تأزم وضعية والديهما العقلية، و التي تحوم شكوك حول أسبابها بعد أن رفض الأب الكشف عنها، فيما تصر الزوجة على وصف علاقتها بالزوج الجاني بالطبيعية و الممتازة،و ذلك في انتظار ما ستسفر عنه مجريات هذه الجريمة، و التي قد تنقشع غيومها في جلسات التحقيق. إلى ذلك أوضح أخصائي في الأمراض النفسية والعصبية بأنه« متى اعتبرنا الجاني ليس مريضا نفسيا ، فإنه يكون قد تعرض إلى «الجنون اللحظي» نتيجة صدمة أو ضغوط نفسية تعرض لها، أما الاحتمال الثاني فإن الحالة تكون ناتجة عن بوادر انفصام، إن لم يكن مريضاً بالانفصام العقلي مسبقا».