اسدل الستار على الدورة السادسة من طواف مغاربة العالم الذي نظمته الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية في الخارج بين الرابع والتاسع من الشهر الجاري ، بالتعاون مع مجلس الجالية المغربية في الخارج تحت شعار « عشر سنوات في العهد الجديد، عشر سنوات من المشاريع الكبرى». وعرفت المحطة الأخيرة من هذه الدورة الرابطة بين مدينة مراكشوالصويرة هي الأخرى أنشطة انسانية وزيارة للمشاريع الكبرى التي تعرفها المنطقة، وهكذا قام المشاركون بزيارة لزاوية بن احميدة التي تبعد عن الصويرة بنحو 60 كيلومترا، حيث تم استقبالهم من طرف جمعية المدرسة القرآنية العلمية بالزاوية التي قدمت عرضا مستفيضا أمام المشاركين للتعريف بمشاريعها. وإن كانت جمعية تأخذ على عاتقها تدريس القرآن، فإنها تهتم أيضا بمشاريع أخرى ذات طابع تربوي لفائدة أطفال المنطقة ومنها أساسا الحرص على تدريس الفتيات. ويذكر أن هذه الزاوية هي معقل الطريقة الصوفية لرگراگة التي أسسها الولي الصالح سيدي امحمد بن حميدة حفيد سيدي سعيد بن يبقى أحد الرجالات السبعة الذين أوفدتهم قبائل المغرب إلى الحجاز، وذلك في عهد السلطان العلوي المولى اسماعيل. بعد تناول وجبة الغذاء بالزاوية وتقديم الهبات الانسانية من طرف القافلة الطبية وهي عبارة عن كراس متحركة وكتب مدرسية وكراسات ولعب للأطفال ودراجات هوائية، واصل المشاركون طريقهم إلى الصويرة المحطة الأخيرة في هذا الطواف، حيث توقف الطواف بالمحطة الريحية وهي أحد المشاريع الكبرى في مجال الطاقات المتجددة التي أقبلت عليها بلادنا. وتجدر الاشارة الى أن هذه المحطة إلى جانب محطات أخرى مماثلة تنتج 7 % من الطاقة الاجمالية في الوقت الحالي في أفق انتاج 20% في سنة 2012. وتضم محطة الصويرة 71 وحدة على مساحة 700 هكتار وانطلق العمل بها في أبريل 2007، وهو المشروع الذي تم بتمويل مشترك بين البنك الألماني بنسبة %80 و%20 من طرف المكتب الوطني للكهرباء. وكما سبقت الاشارة فلقد تميزت هذه الدورة بمرافقة من طرف قافلة طبية قادمة من مدينة مونبوليي تحت رئاسة عمدة المدينة ألين موندرو، زارت العديد من المراكز الاستشفائية على امتداد الطواف، وقد رشح عن لقاءتها العديد من المحادثات في أفق تعميق التعاون بين الفريق الطبي للقافلة ونظرائهم المغاربة في مجال تبادل تعميق البحث وتبادل الخبرات، تحديد حاجيات المراكز الاستشفائية التي تمت زيارتها، كما تم أيضا الاتفاق على ادخال المغرب في دراسة تشمل دول حوض البحر الأبيض المتوسط حول أمراض السرطان بعد وقوف الفريق الطبي على عدد من حالات أمراض سرطان الثدي. يذكر أنه لأسباب تنظيمية تم تقديم حفل الاختتام الذي احتضنته مراكش بدل الصويرة بحضور الكاتب العام للوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية في الخارج ومدير الدورة السادسة للطواف، حيث تم توزيع شواهد المشاركة وهدايا رمزية لبعض الذين ساهموا في انجاح هذه الدورة منها القافلة الطبية وقافلة السلامة الطرقية ونسور الأطلس، وهي فرقة الدراجات النارية تحت اشراف رشيد الشرعي التي رافقت الطواف وكانت تسهل عملية المرور. كما تم التنويه في هذا الحفل بالطاقم الصحفي الذي رافق الطواف في مختلف محطاته. وقال محمد عامر الذي كان يتحدث في افتتاح الندوة الوطنية حول «جمعيات المغاربة بالخارج: فاعلون في التنمية المحلية بالمغرب» التي تم تنظيمها بمناسبة اليوم الوطني للجالية المقيمة بالخارج 10 غشت 2009 ، على أن اختيار موضوع هذه الندوة من ورائه عدة اعتبارات، أولها الفخر والاعتزاز بالنسيج الجمعوي الذي يمتلك قدرا كبيرا من النضج، ثانيا لابد من المواكبة وضمان الاستمرارية لدينامية النسيج الجمعوي الذي يشتغل بالخارج للمساهمة في التنمية المحلية واوراش التنمية البشرية، ثالثا للتفكير الجماعي من أجل توفير شروط جديدة لإقلاع جديد، رابعا ولكي نصل إلى اقتراحات وتوصيات من أجل تذليل كل الصعوبات والاكراهات والعراقيل التي تحول دون تحقيق هذه الجمعيات أهدافها وبرامجها، وبالتالي خلق مناخ جديد للعمل في إطار من التكامل والاندماج والالتقائية. ومن جهته اعتبر جمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني أن اليوم لم يعد مناسبا التفكير في الجالية كمصدر لتحويلات مالية صرفة، كما لم يعد مناسبا أن تتوجه تلك التحويلات إلى الادخار والاستهلاك رغم بعض جوانبه الايجابية، بدل التوجه إلى الاستثمار الهيكلي في التنمية المحلية وخلق الثروة، وأضاف أغماني أنه لم يعد ملائما عدم استغلال فرصة تواجد فئة واسعة من الكفاءات والطاقات المغربية بمجموع أقطار العالم، باعتبارها كفاءات اقتراحية وأصحاب مبادرات بل مرجعية اجتماعية اكتسبت وراكمت عدة خبرات. وفي السياق نفسه دعا جمال أغماني الى أن الضرورة ملحة للبحث عن خلق شراكات جديدة ما بين المؤسسات الوطنية ووكالات التنمية المتخصصة وجمعيات المجتمع المدني بالمغرب وجمعيات أفراد الجالية المغربية بالخارج، بغية الوصول إلى الفاعلية المطلوبة ومن أجل خلق فضاءات لتبادل الهواجس المشتركة واستغلال أنجع للخبرات. ومن جانبه أكد إدريس اليزمي رئيس المجلس الاستشاري للجالية المقيمة بالخارج على أن الكفاءات والطاقات التي تزخر بها الجالية المغربية بالخارج عديدة ومتنوعة، فلابد من شراكة حقيقية وأساسية من أجل أن تصب في التنمية المحلية، ولتواكب الديناميكية الجهوية التي يسعى المغرب لترسيخها.