يوجد إقليمالحوز بالمنطقة الواقعة بين مراكش، إقليمقلعة السراغنةوإقليم أزيلال، تابع لجهة مراكش تانسيفت الحوز، ويضم سلسلة جبال الأطلس الكبير، ويتميز بتضاريسه المرتفعة، وتتواجد به أعلى القمم الجبلية بالمغرب، كما يتميز بمناخه الحار نسبيا صيفا مع هبوب الرياح والعواصف غير الموسمية - والبارد جدا في فصل الشتاء والخريف وأحيانا الربيع، نظرا للتساقطات الثلجية المهمة التي غالبا ما يشهدها. أما السكان بهذا الإقليم فلهم عادات حياتية تتماشى وقسوة المنطقة، فنجد بيوتا من الطين والأحجار متناثرة هنا وهناك على طول السلسلة الجبلية، وهناك بعض المناطق بالأطلس الكبير التي يعتقد مجموعة من سكان المدن أن الحياة بها منعدمة، لكنها تضم دواوير ونسبا مهمة من السكان الأمازيغ الذين منهم من لم ير شارعا معبدا أو مرفقا حضريا يوما. وللعلم فإن هذه المنطقة تحظى بمؤهلات طبيعيةجد مهمة، يمكن أن تستغل سياحيا، حيث تجد كل أنواع التضاريس وتتمتع بأشجار ونباتات مختلفة مكسوة بكل تدرجات اللون الأخضر الطبيعي، إضافة إلى توفره على حيوانات وحشرات نادرة الوجود.. هذه المكونات تضفي على المكان جمالا وهدوءا وصفاء للروح. بعيدا عن ضغوطات الحضر وبعيدا عن المصانع وضجيج السيارات وضغوط العمل.. فالحياة هناك بسيطة جدا وشبه بدائية ببعض المناطق الجبلية ك «أغبار - آيت احكيم - آزيزل...» والتي إلى حدود 2006/2005 كانت إضافة إلى مناطق أخرى الحوز تفتقر للكهرباء، والماء الشروب والطريق المعبدة والتغطية بشبكة الاتصالات... إضافة إلى عدم توفر حوالي 99% من سكان هذه المناطق على جهاز تلفاز أو راديو حتى.. علما بأنه لا يمكن التقاط أي قناة هناك إلا عبر الهوائيات، مما يعني قطع أي صلة بالعالم الخارجي ... مما ينعكس سلبا على التعليم بالمنطقة، وهذا بيت القصيد، فهذا الأخير لا يحظى بأدنى الشروط اللازمة لإنجاحه. المؤسسات التعليمية الابتدائية هناك تتمركز بمواقع بعيدة عن الدواوير، فمن المتعلمين من يقطع مسافات طويلة وعرة المسالك للوصول إلى المؤسسة التعليمية، وحتى بعد الوصول يجدون مدرسة مكونة من حجرات متفرقة مركبة ذات أسقف من «القصدير» وأرضيات متربة، ونوافذ وأبواب غالبا منزوعة. بالإضافة إلى النقص في الأقسام في عدة مجموعات، حيث تتناوب مجموعة مستويات على حجرة واحدة، نقص في عدد الطاولات مما يضطر ثلاثة أو أربعة مستعملين أحيانا للجلوس بطولة و احدة، نقص بالمعدات والأدوات «الديداكتيكية»، مما يؤثر سلبا في سرعة فهم المقرر خصوصا في ظل غياب التواصل بين المتعلم المدرس (الأمازيغية / العربية) الافتقار الى المرافق العمومية، غياب السور بمجموعة من المؤسسات، وبالتالي غياب الجانب الأمني، والطريف أن بعض المتعلمين يتوجهون خلال فترة الاستراحة إلى منازلهم ثم العودة بسبب عدم وجود حدود للمؤسسة.. كل ما تم ذكره سابقا من مشاكل وعراقل، يبدو شبه مألوف أو مسلم به، لكن ما لايمكن تصديقه، هو هذه الحالات التي وقعت فعلا ببعض المجموعات المدرجة بالحوز والناتج عن إهمال بعض المسؤولين لهموم وحاجات سكان هذه المناطق ونذكر منها .. -الحالة I: تدريس المستوى الأول ب.م.م.ا.غ بساحة المدرسة فوق الحصير لمدة أسبوعين تقريبا مع الاختباء، بأسقف الحجرات الدراسية الأخرى من الشمس أو البرد بالموسم الماضي. -الحالة II: تدريس حوالي 59 متعلما بالمستوى الثاني م/م ا.ح بحجرة واحدة مركبة وصغيرة وثلث طاولاتهما غير صالح (موسم 06/05). - الحالة III: تنقل تلاميذ المستوى السادس مسافة ساعتين وأكثر بمسالك جبلية لاجتياز الامتحان الموحد. -الحالة VI: تناوب 3 مستويات على حجرة دراسة واحدة كل يوم، حيث يعمل كل مستوى فقط 3 ساعات يوميا، علما بأن الفرعية تتوفر على حجرتين يمكن إصلاحهما واستغلالهما. -الحالة V: الاستمرار في أشغال إصلاح حجرة دراسية مركبة الأكثر من سنة.. - الحالة السادسة تدريس 66 متعلما للمستوى الأول بفوج واحد لموسم 2008 / 2009 ب م م ا ح.. هذه المشاكل وغيرها تعرقل سير التعليم بهذه المناطق، ناهيك عن قسوة المناخ التي ذكرناها سابقا والتي تجعل المرء يرى لفترة طويلة من السنة الدراسية أطفالا اشتدت زرقة وجوههم، تشققت خدودهم، وفقدوا القدرة على لمس الأرض بأقدامهم الصغيرة، وتلطخت ثيابهم بالطين المبلل، وكثر ارتعادهم من شدة البرد، فأية آفاق لهؤلاء المتعلمين بهذا الإقليم؟!! (*) صحافية متدربة)