شرعت شركة ساميرمنذ 25 يوليوز 2009 في الإنتاج الفعلي لمادة الغازوال 50ppm بمصفاة المحمدية، ومن المقرر أن تشرع ابتداء من يومه الأربعاء في تسويقه في السوق الوطنية ليكون المغرب بذلك هو أول دولة عربية تنتج الغازوال من صنفppm 50 وتتوفر على مصفاة عصرية متطورة قادرة على إنتاج الغازوال من صنف 10ppm وقادرة على تصدير منتوجها إلى أكثر الدول تشدداً في احترام معايير محاربة التلوث. الشروع في إنتاج محروقات نظيفة في الآجال المحددة يأتي استجابة للتوجيهات الملكية الرامية إلى توفير حاجيات المغرب من الطاقة، وفق المعايير البيئية المعمول بها في أكثر الدول حرصاً على حماية البيئة، وكان من المنطقي أن يقوم الشيخ محمد حسين العمودي، رئيس مجموعة كورال البترولية الدولية ورئيس مجلس إدارة سامير، بزيارة تفقدية لمصفاة المحمدية حيث تابع بتاريخ 3 غشت 2009 ، عن قرب سير العمليات بالوحدات الجديدة، وأشرف على تصريف أول شحنة من الغازوال 50ppm، فالحدث لا يستمد أهميته فقط من كونه وضع مصفاة سامير بالمحمدية في مصاف أحدث المصافي العالمية ولكنه ينفرد عن غيره بكون المقاربة الذكية التي أشرف عليها المدير العام لمصفاة سامير جمال باعامر أدمجت العنصر البشري في صلب المشروع الاستثماري، حيث كانت سنة 2008 سنة التكوين بامتياز مادام أن حوالي 100 مهندس و 200 تقني عاليي تلقوا تكويناً في منشآت مماثلة في كل من تركيا والسويد في حين أن الأطر العليا المشرفة على المشروع تلقت تكويناً خاصاً في أكبر شركات هندسة التكرير بميلانو الإيطالية. ويتوج هذا الانجاز إتمام العمليات التجريبية والتهييئية التي انطلقت منذ أبريل 2009 والتي همت 18 وحدة صناعية من أصل 20 المكونة لهذا المشروع الصناعي الضخم. وستمكن هذه المرحلة، المتميزة بتشغيل 70% من الطاقة الإنتاجية للمصفاة الجديدة، من إنتاج 8.000 طن يوميا من الغازوال 50ppm، لتزويد حاجيات السوق الوطنية. وفي مرحلة ثانية، سيتم تشغيل مركب الهيدروكراكر في أكتوبر 2009 لتصل الطاقة الإنتاجية إلى 12.000 طن، مما سيمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة من هذه المادة. واستناداً إلى المدير محمد غيات، فإن أهمية الحدث تتجلى بشكل خاص في : - كون الوحدات المشغلة بمصفاة سامير تنتمي لآخر جيل في مركبات إنتاج الكازوال من صنف 50ppm - قدرة الوحدات الجديدة على إنتاج كازوال من صنف 10ppm اعتماد المشروع الاستثماري على موارد بشرية من مهندسين وتقنيين، تتوفر على كفاءات عالية تؤمن الاستغلال في ظروف إنتاجية مريحة وتشجع على الاستثمار بشكل جدي في قطاع الطاقة بالمغرب - كون جميع الوحدات حاليا بصفة عادية ومستقرة وفق المعايير التقنية والهندسية المسطرة لها. - الشروع لأول مرة في المغرب في إنتاج الكبريت بالمغرب، إذ أن كميات الكبريت المستخلصة بفعل التصفية المتطورة ستتراوح بين 80 و 100 ألف طن في السنة، وهذه الكميات ستباع في مجملها للمكتب الشريف للفوسفاط وفق الاتفاقية المبرمة مع إدارته العامة في هذا الشأن. ومن ميزات الاستثمار الجديد أن مصفاة المحمدية تعتمد حالياً في التزود بالطاقة الكهربائية على وحدة الإنتاج الذاتي للكهرباء التي تعمل بطاقة 40 ميغاواط ، حيث يفوق إنتاج هذه الوحدة الحاجيات الحالية للمصفاة، ويتم تحويل الفائض إلى الشبكة الوطنية. وكما جاء في البيان الصادر يوم أمس عن الإدارة العامة لمصفاة سامير، فإن هذا الانجاز سيمكن من رفع إنتاجية وحدة المحمدية وتقوية قدرتها على تزويد السوق الوطنية بجميع المواد البترولية. علاوة على ذلك، فإنها تكون قد حققت أهدافها الإستراتيجية في مجال تطوير صناعة التكرير الوطنية في ظل احترام تام لمستلزمات التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة والمتغيرات الوطنية والدولية في هذا المجال. للإشارة، فإن مشروع عصرنة مصفاة المحمدية يجسد انجاز أحد أهم المحاور الرئيسية للإستراتيجية الطاقية الوطنية. وقد تم إنجازه في غضون 40 شهرا، وتطلب 24 مليون ساعة عمل و50 ألف طن من التجهيزات والآليات، وخصص له غلاف مالي بمبلغ 10مليار درهم.