تظاهر ليلة أول أمس الاثنين 20 يوليوز الجاري، العشرات من ساكنة حي زواغة العليا التابع لمقاطعة بنسودة بفاس، و الذين خرجوا في مسيرة شموع شعبية حاشدة للتنديد و الاحتجاج على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي و كثرة أعطابه التي حولت الحي الى ظلام دامس يعم جميع فضاءاته،الشيء الذي تسبب في إلحاق أضرار بمصالح التجار و الصناع و الحرفيين و خسائر مادية في التجهيزات المنزلية الكهربائية و المواد الاستهلاكية والعلاجية التي تتطلب حفظها في درجة حرارة منخفضة داخل ثلاجات الصيدليات ومحلات بيع اللحوم والمواد الغذائية بمختلف انواعها، وما قد يترتب عن هذا الوضع من تسممات و تعفنات تنذر بكارثة بيئية حقيقية خاصة في ظل أجواء الصيف الحارقة بمدينة فاس التي تعرف ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة. هذا و قد جابت مسيرة الشموع الغاضبة ل «مهمشي» فاس بهذه الربوع مختلف أزقة و شوارع الحي،ردد خلالها المتظاهرون شعارات غاضبة ضد تقاعس مجلس المقاطعة ومجلس بلدية فاس و السلطات المحلية التي ظلت تتفرج على معاناة السكان و هم يتدبرون أمورهم في مواجهة شبح الظلام الدامس الذي يهدد أنشطتهم الاقتصادية و التجارية و الخدماتية بالركود و قطع ارزاق المقاولات و المحلات التجارية بالمنطقة و التي يعتبر الكهرباء قطب رحاها. يذكر أن سكان الحي سبق لهم أن خرجوا في مسيرة مماثلة قبل ثلاث سنوات دون أن تحدث قطيعة مع هذه «الآفة» التي ابتلي بها سكان هذا الحي و غيره من الأحياء المهمشة بأحزمة الطوق، هذا في الوقت الذي يتباهى فيه شباط ومن معه ب«الإنجازات العظيمة» بشارع الحسن الثاني الذي تحول الى مقبرة لإقبار الاغلفة المالية الضخمة بحجية الصيانة و إتمام الزخرفة التي جادت قريحتها بظاهرة نافورات المياه التي كلفت ميزانية الجماعة 5 مليارات حتى يتسنى لشباط بأن يفخر بتاريخه «النافوري» وعيون «مهمشي» فاس تحملق الى السماء لعلها تجود على اصحابها بقطرة ماء او بصيص نور يخرجهم من «عهود غابرة» التي يصر أصحاب القرار على جعلهم حبيسي براثنه في غياب نظرة شمولية ترتكزعلى إدماج الاحياء المهمشة في مسار برامج إعادة الهيكلة و التأهيل و خلق توازن و انسجام بين جميع مكونات العاصمة العلمية و الروحية للمملكة!