بعد أن وضعت عدة هيئات سياسية لوائحها الإنتخابية للغرف الأربع على مستوى أكَادير، وحصل البعض منهم على الوصل النهائي يوم الثلاثاء 14يوليوز الجاري، في انتظار أن يحصل الباقي على الوصولات من قبل السلطات، ستعرف انتخابات الغرف منافسة حادة بالنظر إلى عدد اللوائح المقدمة إلى حد الآن، وحجم العناية والإهتمام الذي أعطي لهذه الغرف، ولأول مرة، وخاصة من طرف الشباب الذي انخرط بقوة، حيث تحدوه الرغبة الجامحة إلى تغيير وجوه قديمة ظلت لمدة طويلة محتكرة للغرف لخدمة مصالحها الشخصية دون خدمة مصالح المهنيين. فالمعركة سيكون لها طعم خاص، خاصة بغرفتي التجارة والصناعة والخدمات، والصيد البحري، اللتين من المحتمل أن تعرفا لأول مرة، منافسة شرسة لتحرير الغرفتين من تسيير عقيم وفوضوي ومتسيب، ولاسيما بعدما أصبح الجميع يطالب بالتغيير على غرار ماوقع بالجماعة الحضرية لأكَادير، التي أثرت نتائج انتخاباتها على عزيمة المهنيين خاصة بالغرفتين، لوضع حد للفساد والمفسدين الذين هم متمترسون ومتحصنون منذ سنوات بعدد من المواقع التي قادتهم على الإغتناء الفاحش وإلى عدة مواقع محليا وجهويا ووطنيا. ومن هنا فانتخابات الغرف الأربع ستعرف هذه السنة احتداما قويا وصراعا شديدا وتنافسا غير مسبوق، بعد انكباب عدة أحزاب، وكذا مجموعة من المهنيين الشباب على إيلائها أهمية قصوى نظرا لدورها الإستشاري كقوة اقتراحية مهمة،حيث من المحتمل أن تشتعل الحرب بلاهوادة بين الشباب الغيور على المصلحة العامة والطامح إلى التغيير والإصلاح وبين المتربصين بتلك الغرف من الوجوه القديمة / الكهول والشيوخ، والتي جعلوها متاريس يتحصنون بها من كل متابعة قضائية أو تملص ضريبي وحوّلوها إلى جسر آمن للوصول إلى البرلمان وغرفة المستشارين. المعركة إذن لن تكون سهلة فالوجوه القديمة لن تستسلم بسهولة أمام هذه القوة الجارفة من الشباب الذين انخرطوا بعزيمة قوية في مواصلة التغيير في الغرف بعدما شمّروا عن سواعدهم وساهموا في محاربة الفساد والمفسدين بالمجلس البلدي لأكَادير، فالمحتكرون للغرف سوف ينزلون بثقلهم للحفاظ على متاريسهم القديمة، ولو اقتضى منهم ذلك استعمال جميع الوسائل غير المشروعة كما العادة بما فيها شراء أصوات الناخبين، بعدما قاموا بإنزالات في اللوائح الإنتخابية، وأقحموا أسماء وهمية. السلطات العمومية، والأجهزة الأمنية العلنية منها والسرية عليها، أن تكثف من مراقبتها اللصيقة طيلة أيام الحملة ويوم الإقتراع، لضمان شفافية الإنتخابات ونزاهتها، واعطاء مصداقية لإنتخابات الغرف الأربع، لمحو صورة البيع والشراء التي ظلت لصيقة بها لمدة طويلة، لأن الشفافية وتكافؤ الفرص والضرب على مفسدي الإنتخابات هو المدخل الحقيقي لإرجاع الثقة للناخبين وترسيخ أسس الديمقراطية المبنية أساسا على انتخابات نزيهة وذات مصداقية.