يبدو أن وزيرة الشباب والرياضة السيدة نوال المتوكل من اللواتي يؤمن بسياسة المثل الشعبي المغربي المشهور «ولو طارت معزة!»، فبعد أن عجزت عن إقناع الصحافة المغربية خلال ندوتها الأخيرة بطماريس بكون برنامجها عطلة وترفيه والذي عوض برنامج العطلة للجميع، لايشكل تراجعا في المكتسبات التي تحققت على الصعيد الكمي في ميدان التخييم السنوات الأخيرة، وبعد أن أحرجتها الأسئلة الموضوعية للزملاء الصحفيين من مختلف المنابر الإعلامية، وبعد أن جاءت التغطيات الإعلامية للندوة بشكل لايساير هواها، التجأت إلى الإعلام الرسمي للرد على جميع الصحفيين من خلال بلاغ صحفي عبر وكالة المغرب العربي للأنباء وكذلك عبر خرجاتها الإعلامية المتلفزة والتي كثرت هذه الأيام. بلاغ وكالة المغرب العربي للأنباء والمنسوب للوزارة، أفاد أن عدد المستفيدين من «البرنامج الوطني لأنشطة العطل والترفيه» قد بلغ أزيد من 200 ألف على مدار سنة 2009 في إطار التداريب التكوينية وملتقيات اليافعين والمخيمات القارة والحضرية والمقامات اللغوية والرياضية ومخيمات عطل نهاية الأسبوع والتأطير المركزي واللقاءات الدراسية. نتساءل بدورنا، لِمَ كل هذا الإلحاح في اعتبار أن الوزارة لم تتراجع عن المكتسبات العددية في ميدان التخييم مع العلم أن لغة الأرقام واضحة تمام الوضوح ولاتحتاج إلى تبيان، ففي السنة الماضية فقط والتي كانت تشرف بنفسها على برنامج «عطلة للجميع» وصل عدد الأطفال الذين استفادوا من المخيمات بحسب الإحصائيات التي تضمنتها الوثائق الرسمية لوزارتها عند نهاية العطلة الصيفية السنة الماضية - أي أن المعطيات تم استقاؤها من مندوبياتها بعد انتهاء الموسم - وجاءت كالتالي: المخيمات الربيعية : 18856 مستفيدا، التداريب الشتوية والربيعية: 5592 مستفيدا، اللقاءات الدراسية: 234 مستفيدا أي ما مجموعه : 24682 مستفيدا خلال سنة كاملة. وإذا ما أضفنا إلى هذا الأعداد الخاصة بالمخيمات التي نظمت خلال موسم الصيف والتي جاءت على النحو التالي : المخيمات القارة: 107718 مستفيدا منها 96418 من الأطفال و 11300 إطار، الخيمات الحضرية والقرب الحضرية: 67600 مستفيد، منها 60000 مستفيد من الأطفال و 7600 إطار. وهكذا يصل مجموع المستفيدين من المخيمات 175318 مستفيدا، منها 156418 طفلا مستفيدا و 18900 إطار. لنقارن هذه الأرقام الخاصة بالسنة الماضية مع الأرقام الواردة في توقعات الوزارة نفسها والمقاعد التي خصصتها للتخيم خلال عطلة الصيف ضمن برنامجها «عطلة وترفيه»، الفرق شاسع للغاية بلغة الأرقام دائما ليصل عدد المستفيدين إلى 72610، وإذا ما اقتطعنا النسبة المائوية للتأطير، فإن عدد الأطفال المستفيدين سيتقلص إلى حدود 65339 . هكذا نجد أن عدد الأطفال الذين سيحرمون هذه السنة من المخيمات الصيفية يصل بالضبط، وحسب إحصاءات وزارة الشباب والرياضة نفسها، إلى 102708 طفل وطفلة راحوا ضحية مزاجية السيدة الوزيرة في التعامل مع ملف المخيمات الصيفية، وسيحرمون من حقهم في الاستفادة من المخيمات صيف هذه السنة. فهل تجرؤ أن تتحدث السيدة الوزيرة بلغة الأرقام فيما يتعلق بالأعداد المستفيدة بعيدا عن الأحاجي والكلام الفضفاض والذي لايعكس حقيقة واقع التخييم ببلادنا بالرغم من المجهودات المبذولة . وبلغة الأرقام دائما، سنقوم بعملية حسابية بسيطة نيابة عن السيدة الوزيرة لنطلع القارئ على حجم الأموال التي تم ربحها من خلال تقليص عدد المستفيدين، وكذلك المراحل التخييمية والتي أصبحت 12يوما عوض 15 يوما كما كان من قبل. فإذا ما احتسبنا العدد المنقوص من الأطفال المخيمين وقمنا بضربه على منحة التغذية فسيكون الناتج 2054160.00 درهم أي أزيد من 2 مليون درهم يوميا، وإذا ما تم ضربه في عدد الأيام التخييمية والتي تقلصت إلى 12 يوما، فسيصل المبلغ إلى 24649920.00 درهم أي مايقارب 24مليون درهم. أضف إلى ذلك ما اقتصدته الوزارة من عملية تقليص عدد أيام التخييم إلى 12 يوما والذي أربحها 4356600.00درهم أي أزيد من 4 ملايين درهم، وإذا قمنا بجمع ماتم اقتصاده خلال موسم عطلة وترفيه فإننا سنصل إلى أزيد من 28 مليون درهم. تحدثنا بلغة الأرقام فقط. أما واقع حال مخيماتنا ووضعية الأطفال المخيمين فيمكن ملاحظتها ليس فقط خلال الزيارات المنظمة لمراكز التخييم، بل من خلال الزيارات المباغتة وأيضا من خلال قضاء مرحلة تخييمية كاملة مع أطفالنا فلذات أكبادنا في المخيمات، وذلك حديث آخر.