أمام ثلة من المثقفين و الصحفيين و المناضلين الحقوقيين و الشباب و المعتقلين السابقين، قدم جواد مديدش كتابه الجديد «نحو الحرية» يوم الجمعة 26 يونيو بالدار البيضاء. اللقاء كان من تنظيم نادي الكتاب للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان. «نطمح الى المساهمة في حفظ الذاكرة الجماعية، و نسعى في نادي الكتاب للمنظمة إلى تشجيع الكتابات حول السنوات العصيبة في بلادنا» تقول أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة، و تضيف : «جواد مديدش قاص له القدرة على قراءة التاريخ، و له ذاكرة, للماضي و لرفاقه»، قبل ان تدعوا الحضور الى دقيقة صمت ترحما على روح عبد الفتاح الفاكهاني، صحفي و معتقل سابق و صديق للكاتب الذي خصه بتوصيف في كتابه الجديد. «في الكتاب الجديد لصديقي جواد ازدواجية رائعة» يقول بويسف، كاتب و معتقل سابق، و يضيف أن الكتاب «مقسم إلى قسمين : قسم عن معاناة المعتقلين بالسجن المركزي بالقنيطرة و قسم عن الحرية بعد الاعتقال». «و تتجلى الازدواجية كذلك في التوصيف. فالسجانان اللذان خصهما الكاتب بالإشارة يعكسان سلوكين : الأول فظ و لا إنساني و الثاني إنساني». و يشرح بويسف كذلك كيف استطاع الكاتب أن يعطي نفسا آخر للشخوص من خلال كتابة توصيفية. فعلى سبيل المثال, شخصية حمو في الكتاب تعطيه بعدا آخر غير ذلك «الأحمق»، كما كان يرى، الذي يرفض رؤية أمه خلال زيارتها له. «لا نتذكر كيف نعبر شارعا بعد 15 سنة من الاعتقال، حيث الأفق يصبح مشوها بالأسوار و الأسمنت» يقول بويسف عن بداية القسم الثاني للكتاب. «إنها حرية صعبة، يصعب تعلمها بعد المعاناة». الكاتب من جهته يسائل الحضور : «تتصورون عالما بدون أطفال، بدون نساء، إنها جهنم». «لقد زرت الغرفة السوداء هذا الأسبوع» يقول الكاتب بثقة، و «لم تعد ترعبني. انتابني شعور غريب. لم تعد هذه الغرفة تعنيني و لا تؤلمني». هذا تعبير آخر عن القسم الثاني من الكتاب و الذي يحكي فيه القاص عن الحياة و الحرية التي بدا يتعلمها بعد خروجه من السجن. و يردف قائلا «كل التوصيفات و الحكايات حقيقية. حورية و سعاد ... شخوص حقيقية من الواقع و لكنها لا تسمى هكذا، لقد أخذت بعضا من الحرية في الحكي». و عن السياسة و المواقف، يقول الكاتب انه لو أعطي الفرصة لاعادة التاريخ، لاختار نفس المواقف السياسية. «لقد كنت قد تركت السياسة و ابتعدت عن إلى الأمام. كنت اشتغل بشكل عادي و لم تكن في نيتي الهرب يوما. لكني لم اكن أتصور أن يكون مصيري هكذا، 15 سنة من الاعتقال. لم اطلب العفو يوما، و لا ألوم من طلبه. أنا كنت مؤمنا بأفكاري و لو رجع بي التاريخ لاخترت نفس الطريق و نفس الأفكار» يؤكد الكاتب جواد مديدش. بعد هذه الشهادات، ناقش الكاتب موضوع و شكل الكتاب مع الحضور و وقع كتابه. «نحو الحرية» كتاب في 168 صفحة من منشورات مرسم.