تحقق السلطات الأمنية الفرنسية بمنطقة «أفينيون» في قضية المغربي عبد السلام باهياد، رئيس جمعية «نور الله» التي تشرف على تسيير مسجد «بلدة الأمراء» على خلفية اتهامه بتكوين «عصابة منظمة متخصصة في القوادة والمساعدة على الإقامة غير القانونية وتبييض الأموال، والاتجار في المخدرات وتزوير الوثائق». وفي نفس القضية، تم يوم الثلاثاء الماضي اعتقال ثلاثة من أبناء عبد السلام (54 سنة)، هم عبد الغفور (24 سنة)، عمر (31 سنة) ومكي (33 سنة) وسيدة تدعى دريسية (42 سنة)، حيث اتهموا جميعا بتنظيم عمليات تهجير لفتيات مغربيات، من بينهم قاصرات (ما بين 14 و25 سنة)، يتم جلبهن من المغرب وإعدادهن لممارسة الدعارة. وسيعمل التحقيق أيضا على تقصي مصدر الممتلكات العقارية التي تتوفر عليها أسرة باهياد، والمتمثلة في محلات تجارية بما فيها الحانات وصالونات الحلاقة ومحلات الأكلات الخفيفة، وحوالي عشرين شقة بمنطقتي «أورانج» و«بولين»، يتم استغلالها للدعارة من طرف الفتيات اللواتي يستقدمهن من المغرب، واللواتي يعتمدن على الهاتف من أجل جلب الزبائن أو اقتناصهم في الحانات التابعة لعبد السلام. الإطاحة بهذه الشبكة «الأسرية» لم تتسن إلا بعد عمليات مراقبة وتتبع منذ سنة 2008، حيث تمكنت الشرطة القضائية الفرنسية من تحديد ست فتيات من ضحايا الشبكة وإقناعهن بتقديم شهادتهن في القضية التي أصبحت تحمل «نظام باهياد». وعلى حد قول تلك الفتيات، فإن أسرهن دفعن لعبد السلام مبالغ تتراوح ما بين 7000 و9000 أورو من أجل أخذهن إلى فرنسا وتشغيلهن في مهن شريفة، لكنهن يفاجأن فور وصولهن إلى فرنسا بتوفرهن على أوراق عمل وإقامة مزيفة، ليجدن أنفسهن مجبرات للرضوخ للعرض الوحيد الذي يقدمه لهن وهو امتهان الدعارة. وتضيف شهادة الفتيات أن أبناء عبد السلام كانوا يعمدون إلى ضربهن واغتصابهن، حيث تعرضت إحداهن للإجهاض من طرف أحد أولئك الإخوة بعد أن انهال عليها باللكمات على مستوى البطن من أجل إسقاط الجنين. وحسب مصادر إعلامية فرنسية، فإن عبد السلام التحق بفرنسا سنة 1968، أي أنه لم يتجاوز سن الثالثة عشر من العمر، واشتغل مدة تسع سنوات في مجال الزراعة، قبل أن يحرق المسافات ويغتني بسرعة من خلال المداخيل التي توفرها له عملية ترحيل الفتيات المغربيات إلى فرنسا، قبل أن يوسع نشاطه ليشمل مجالات أخرى وردت بالتفصيل في صك الاتهام الموجه له. ولقد أثارت هذه القضية استنكارا شديدا في أوساط الجالية المسلمة بأفينيون، واعتبرت ذلك تلطيخا لسمعة الدين الإسلامي، كما أن الصحف الفرنسية تناولت الموضوع بإسهاب وتساءلت كيف أن أسرة تدعي الإسلام ألقت خلف ظهرها كل ما يفرضه عليها هذا الدين من التزام أخلاقي بينهم كأبناء وإخوة وكمشرفين على تدبير شؤون مؤسسة دينية لها حرمتها وقداستها.