أسدلت غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء الستار على ملف شبكة التهجير السري الذي يتابع فيه 59 متهما، بتبرئة 23 متهما وإدانة ثلاثة من رجال الشرطة بسنة ونصف حبسا نافذا، في حين أدانت متهما واحد بثلاث سنوات سجنا وتسعة عشر متهما بسبع سنوات سجنا وثماني متهمين بخمس سنوات ومتهمين بسنتين من بينهما مفتشة شرطة بمطار مراكش المنارة، والذين وضعوا رهن الإعتقال الإحتياطي منذ تفكيك الشبكة التي تضم رجال أمن ودركيين وجمارك ومدنيين متهمين بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في تنظيم الهجرة السرية مقابل عمولات تراوحت ما بين50 و70 ألف درهم. انهمرت الدموع من عيني مفتشة الشرطة الممتازة بالمركز الحدودي مطار مراكش المنارة. كانت جالسة وحيدة كعادتها على كراسي خشبي بالقاعة السابعة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بعيدا عن المتهمين في ملف شبكة التهجير السري، لم تتمالك نفسها حين التقطت آذانها أنها ستقضي وراء القضبان أشهرا أخرى.بدت بجلبابها ذي اللون الأخضر وغطاء الرأس الأسود مرتبكة، وكأنه انتابها إحساس أن المحكمة لن تتسامح معها. حاولت مسح دموعها بمنديل لكن الدموع غالبتها، فدخلت في حالة إغماء. ساعدها زملاؤها على مغادرة القاعة لتقتعد كرسيا بالطابق التحت أرضي في انتظار إعادتها إلى سجن عكاشة. حراسة أمنية مشددة ضربت على مبنى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بشارع الجيش الملكي. أفراد عائلات المتهمين وقلة من المحامين ظلوا مرابطين قرب مبنى المحكمة. نساء بجلابيبهن وأطفال ينتظرون أن تنطق الهيئة بالأحكام في ملف فتح منذ أزيد من سنة. ساعات عديدة فصلت بين الإستماع إلى الكلمات الأخيرة للمتهمين صبيحة يوم الجمعة الأخيرة. رغم طولها واصل المتهمون ومعهم عائلاتهم الانتظار، وفي حدود الساعة الثامنة والنصف بدأ العد العكسي لدخول هيئة المحكمة وإسدال الستار على الطور الأول من المحاكمة. أدخل المتهمون إلى داخل قاعات الجلسات يحرسهم عدد كبير من رجال الأمن. سمح للذكور من أفراد عائلات المتهمين أيضا بولوجها، في حين بقي الكثير من النسوة بأطفالهن خارج مبني المحكمة ينتظرن أن يصلهن منطوق الحكم. بدت وجوه المتهمين شاحبة. الكل يتلهف لمعرفة مصيره.د خلت هيئة المحكمة برئاسة القاضي علي الطرشي إلى القاعة ليقف الجميع احتراما لها، وبدأ في تلاوة منطوق الحكم. كانت المفاجأة حين قرر القاضي بطلان عدد من محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تماما كما هو الحال بالنسبة لملف شبكة الناظور التي توبع فيها عدد من رجال الأمن والدرك والبحرية. عدم احترام قواعد الاختصاص الاستثنائية كان سببا كافيا للقول ببطلان تلك المحاضر والتي أجمع دفاع المتهمين خاصة من المنتمين للإدارة العامة للأمن الوطني على أنها شابتها عدة خروقات وأنها لن تحترم الصفة الضبطية لموكليهم. بينما قررت فصل ملف عنصرين من الأمن لمتابعتهم بجنحة الارتشاء.بدا الإنشراح على عدد من رجال الأمن بمجرد سماعهم ببراءتهم. المحكمة قررت تبرئة 21 من رجال الأمن يحملون رتبا مختلفة من بينهم عمداء أمن وحراس أمن وضابطين بإدارة مراقبة التراب الوطني، ومفتشي شرطة وضباط أمن، في حين أدانت ثلاثة منهم بسنة ونصف حبسا نافذا و50 ألف درهم غرامة من بينهم حارس أمن ومفتش شرطة وضابط أمن، وأدانت مفتشة شرطة بمطار مراكش المنارة بالسجن سنتين حبسا نافدا و5 آلاف درهم غرامة. .المتهمون من رجال الأمن والذين قضوا أشهرا من الاعتقال الإحتياطي سيغادرون سجن عكاشة بالدار البيضاء في الليلية ذاتها.عكس المتهمين من رجال الأمن، نزلت الأحكام على بقية المتهمين كالصاعقة. أحكام تراوحت بين سنة ونصف وثمان سنوات. ما إن وصلت أسماعهم حتى بدا الغضب على وجوههم. لم يتمالك بعض أفراد عائلاتتهم أنفسهم وغادروا القاعة على الفور من فورة الغضب. البعض منهم يصيح مستنكرا والآخرون يتلفظون بكلمات نابية في حق هيئة المحكمة.المحكمة أدانت بائع سمك بالجملة بالدار البيضاء بخمس سنوات سجنا نافذا وغرامة قدرها 100 ألف درهم بعد متابعته من أجل الإتجار في مخدر الكوكايين والمشاركة فيه إلي جانب خمسة متهمين آخرين، بينما أدانت مهاجرا باسبانيا بثلاث سنوات سجنا نافدا و50 ألف درهم غرامة توبع من أجل تكوين عصابة إجرامية والإتفاق على تنظيم وتسهيل خروج أشخاص إلى الخارج بطريقة غير مشروعة وبصفة اعتيادية والتزوير في وثائق إدارية واستعمالها وإلى جانبه متقاعد يحمل الجنسية الهولندية أدين بسبع سنوات حبسا نافذاوأدين بنفس العقوبة متهم ذو جنسية جزائرية وفرنسية، في حين أدين متهما آخر يلقب ب«الدزايري» جزائري يقطن بالبيضاء وتوبع من أجل حيازة المخدرات والإتجار فيها واستهلاكها والمشاركة في السرقة الموصوفة واستهلاك مخدر الكوكايين والاتجار فيه.بسرعة البرق وصل الخبر إلى عائلات المتهمين خارج مبنى المحكمة. لتبدأ النسوة في الصياح والصراخ ولطم الوجوه قبل أن يتدخل رجال الأمن لتفريقهن. في الطابق التحت أرضي للمحكمة رسم الذهول على محيا المتهمين المدانين وكأنهم غير مصدقين لعدد السنوات التي سيقضونها في السجن، لكن آخرين بدوا منشرحين بعد أن انزاح عنهم كابوس لا زمهم أشهرا عديدة.شبكة التهجير السري تضم عددا من عناصر الأمن بطنجة والدار البيضاء والجمارك بالمراكز الحدوية الجوية والبحرية، اتهم أفرادها بالقيام بمهمة إنجاح عمليات الهجرة غير القانونية وتسهيل عمليات عبور زبناء الشبكة بمختلف المطارات والموانئ، وتوبعوا إلى جانب مدنيين بتهم تكوين عصابة إجرامية متخصصة في تنظيم الهجرة غير المشروعة والتزوير واستعماله في وثائق إدارية واستغلالها في مغادرة التراب الوطني بصفة سرية والاعتياد على تنظيم وتسهيل خروج أشخاص مغاربة بصفة سرية استعمال وسائل احتيالية أثناء اجتياز مراكز الحدود للتملص من تقديم الوثائق الرسمية اللازمة وساتعمال وثائق مزورة وانتحال أسماء واستعمال دمغات وأختام الدولة والإرشاء والإرتشاء بالإضافة إلى السرقة الموصوفة وحيازة المخدرات الصلبة من نوع الكوكايين، وهي المتابعات التي يقع على عاتق دفاعهم تخليصهم منها. الفرقة الوطنية للشرطة القضائية فككت منذ أشهر هذه الشبكة بالدار البيضاء وطنجة وعدد من المدن، ووصفت بكونها متخصصة في الهجرة غير الشرعية والتزوير ومتكونة من مغاربة وشخص آخر يحمل الجنسية الإيطالية، واستفادت من خدمات جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، واستعملت مطار قرطاج الدولي بتونس من أجل تهجير عدد من الأشخاص الذين استعملوا جوازاتهم الحقيقية للسفر إلى تونس ثم تم تزويدهم بجوازات مزورة مكنتهم من ولوج دول أوربية قبل أن يعمد أفراد الشبكة إلى جمع الجوازات المزورة من جديد وإعادة استعمالها في تهجير مرشحين جدد.وحجزت لدى أفراد الشبكة مجموعة من الوثائق منها جوازات سفر مغربية وهولندية وفرنسية وإيطالية وبرتغالية وإسبانية وبريطانية وبطائق هوية وطنية وأوروبية وتأشيرات غير مستعملة للدخول لفضاء «شينغن» ورخص سياقة أجنبية، كما تم حجز عدد من الأدوات والمعدات التي يتم استعمالها في عمليات التزوير من بينها أختام مختلفة مزورة لعدد من المصالح الإدارية والقنصلية بالمغرب وأختام قنصليات بلدان أجنبية ومعدات معلوماتية، تتكون من حواسب وآلات سكانير وطابعات.أوسي موح لحسن الأحكام:* البراءة: جمال لطفين: حارس أمن بمطار محمد الخامس.عبد الفتاح دحيدح : مفتش شرطة بالميناء الترفيهي بسلا.الصديق الرميشي: مفتش شرطة ممتازجواد العقاوي: عميد شرطة.عبد الكبير خياط:مفتش شرطة ممتاز.أحمد الزعيمي: مفتش شرطة ممتاز.علي طير: مفتش شرطة.عبد الجبار سمات: شرطي برتبة مقدم رئيس.م حمد العزوزي:ضابط شرطة ممتاز.عبد العزيز مطالب: ضابط شرطة بمطار محمد الخامس الدولي.عبد الإله العرش: مقدم شرطة.الجيلالي السمحاوي: عميد شرطة.المغاوي عبد السلام: ضابط شرطة ممتاز.محمد فهدي: ضابط شرطة.الشرقي بوفرج: عميد شرطة.مصطفى غضفة: ضابط أمن ممتاز.حميد العويشي: ضابط شرطة ممتاز.عبد الرحيم بافضيل: ضابط شرطة ممتاز.مصطفى مفهوم: ضابط شرطة بالمنطقة الأمنية بطنجة.مصطفى الشتيوي: رصاص عامل بإيطاليا. مصطفى فوزي: أجير.حفيظ ولعيد: ضابط شرطة.بوشعيب مخشي: ضابط بإدارة مراقبة التراب الوطني.* سنة ونصف حبسا نافذا و50 ألف درهم غرامة:محمد غالمي:حارس أمن.رشيد النوني: مفتش شرطة.عبد الحميد حسي: ضابط شرطة.* خمس سنوات سجنا نافذا و100 ألف درهم غرامة:مصطفى هداجي : بائع سمك بالجملة بالبيضاء . متابع من أجل الاتجار في مخدر الكوكايين والمشاركة فيه.رضوان ابهابي: بحار بالملاحة التجارية.عبد الفتاح سمامي :تاجر.يونس إيسا: تاجر.رشيد مراسي: الملقب ب«بيشة» مساعد ميكانيكي. متابع من أجل الإتجار في مخدر الكوكايين واستهلاكها وحيازتها.هشام غنام: ميكانيكي.* ثلاث سنوات حبسا نافذا و50 ألف درهم غرامة:محمد الشتيوي: مهاجر بإسبانيا.متابع من أجل تكوين عصابة إجرامية والإتفاق على تنظيم وتسهيل خروج أشخاص إلى الخارج بطريقة غير مشروعة وبصفة اعتيادية والتزوير في وثائق إدارية واستعمالها.* سبع سنوات سجنا نافدا و200 ألف درهم غرامة:مصطفى مزاكي: يقطن بالبيضاء والمحمدية. متابع من أجل تكوين عصابة إجرامية والإتفاق على تنظيم وتسهيل خروج أشخاص إلى الخارج بطريقة غير مشروعة وبصفة اعتيادية والتزوير في وثائق إدارية واستعمالها.الجيلالي سليم: تاجر متجولخالد شوقي : مسير شركة كراء السياراتسليمان درشي: مستخدم بوكالة كراء السياراتميلود حدادي: متقاعد يحمل الجنسية الهولنديةعبد الرزاق الريجاوي: مدير تقنيمصطفى عطار: يقطن بالبيضاء.محمد بولوما:ذو جنسية جزائرية وفرنسيةمحمد ناهي: يقطن بالبيضاء.نور الدين ساهل: مدير شركة.ادريس شوقي: يقطن بفاس. محمد الباب: الملقب ب«السيمو» وسيط تجاري.شكوري يوسف: الملقب ب«الضب» عاطل.عبد الرحمان صديقعادل مرشد: كهربائي سيارات.محمد سكار: أجير بالبيضاء.محمد أوشن الملقب ب «الذويبة»: مسير شركة أجزاء السيارات.سعيد الواضح:عبد الرزاق فوزي* ثمان سنوات سجنا نافذا و300 ألف درهم: سعيد مطرك : الملقب ب«دريقيوة». متابع من أجل حيازة المخدرات والاتجار فيها واستهلاكها والمشاركة في السرقة الموصوفة.عبد الغني باديس: الملقب ب«الصاروفة» مهاجر بإيطاليا.بندواود مربح: الملقب ب«السيرور» بالدار البيضاء. منير بسكري: الملقب ب«الدزايري» جزائري يقطن بالبيضاء. متابع من أجل حيازة المخدرات والاتجار فيها واستهلاكها والمشاركة في السرقة الموصوفة واستهلاك مخدر الكوكايين والإتجار فيه.رضوان شكري: الملقب ب«السلوكية». متابع من أجل تكوين عصابة إجرامية والإتفاق على تنظيم وتسهيل خروج أشخاص إلى الخارج بطريقة غير مشروعة وبصفة اعتيادية والإتجار في مخدر الكوكايين والتزوير في وثائق إدارية واستعمالها.* سنتين حبسا نافذا وغرامة 5 آلاف درهممليكة رياضي:مفتشة شرطة بمطار مراكش المنارة.عبد الحق أرشيد: مسير مقهى بالبيضاء.