ظلت إلى حدود ساعات الصباح الباكر ليوم الاثنين 22 يونيو الجاري أطماع رئيس المجلس الحضري السابق لحزب السنبلة للحصول على كرسي عمادة مدينة سلا، ضمن ولاية إضافية بعد تجربة تسيير لولايتين- ظلت قائمة في انتظار نزول عصى سحرية من جهة عليا أو تحول مفاجئ في توجهات أو تحالفات تنظيم سياسي يفلت من الإجماع/ التحالف الجديد الحاصل.. لكن مع تسرب أشعة شمس دافئة لصباح يوم جديد بسلا انتشرت تباشير حركية وتغيير وأفق مغير.. حيث مباشرة عند حلول توقيت افتتاح جلسة انتخاب عمدة سلا الجديد، صاح مواطنون فرادى وجماعات بأصوات مرتفعة، معلنين رغبة في التجديد، ورفض قاطع للوجوه القديمة التي حولت المدينة إلى سجن إسمنتي مصغر وفضاءات للمزايدات العقارية لاغير.. تلك تطورات مفاجئة أضحى عبرها مآل سيل تدخلات سياسية وازنة عديدة في الشأن السياسي والجماعي المحلي - للاحتفاظ بنهج التسيير القديم - منته إلى الفشل، بعدما صمدت الأغلبية الجديدة المكونة من ست (6) تنظيمات سياسية (حزب الإستقلال، التجمع الوطني للأحرار، حزب العدالة والتنمية، حزب الأصالة والمعاصرة، حزب التقدم والاشتراكية، وحزب النخلة) إلى تأسيس تحالف على إثر سلسلة اجتماعات واتفاقات وتوقعات وبرامج عرفت مدا وجزرا وتموجات بسبب تأثيرات من أطراف ألفت مفاوضات الابتزاز وسمسرة آخر ساعة.. انطلقت أجواء انتخاب عمدة سلا ضمن جلسة شاع أنها مفتوحة، لكن تحولت إلى مغلقة- بعد أن تم إخراج المواطنين- باستثناء المنتخبين والسلطات والصحفيين، جلسة مغلقة ترأستها السيدة رابحة الطويل.. منذ البداية تم تسجيل ترشيح وحيد للعمادة هو للسيد نور الدين الأزرق عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أفرز خلاله تصويت الهيئة الناخبة عن فرز 85 صوتا لصالح الترشيح المذكور و10 ملغاة، بينما تلته ترشيحات تهم منصب النائب الأول للعمدة، تقدم إليه كل من جامع معتصم عن حزب العدالة والتنمية وهو للتذكير الرئيس السابق للمقاطعة الحضرية تابريكت والنائب السابق لعمدة المدينة السابق، أمام منافس سهل التجاوز هو عمر السنتيسي (أخ ادريس السنتيسي العمدة السابق لسلا) ممثلا للتحالف الموازي الذي ضم تنظيمين سياسيين هما حزب السنبلة وحزب الزيتونة، اللذين لم يستطيعا تجاوز عتبة أكثر من 34 صوتا.. ولينتهي هذا التباري بمجموع 61 صوتا لصالح المرشح جامع معتصم كفائز بمنصب نائب عمدة سلا. مع انتهاء جلسة انتخاب العمدة ونائبه أضحى الهدوء يتسلل تدريجيا للجنبات.. هدأت أجواء القاعة، بينما ظلت ساحة مقر المجلس الحضري وفضاءات موازية بالقرب من مقر الاجتماع تترقب النتائج وتقرأ محللة خبايا الصفقة المفاجئة التي انتهت بترشيح وحيد لعمادة سلا وبفوز عريض ناهز 90% لفائدة مرشح التحالف الجديد من مجموع أصوات الهيئة الناخبة الحاضرة.. وكما استمرت انتخابات بقية النواب ضمن أجواء روتينية لا تطبعها مفاجئات أو أحداث مثيرة، تناسلت في الكواليس أسئلة عن خلفيات ودوافع تصويت مجموعة السنبلة والزيتونة لفائدة تحالف الأزرق وفق شروط أبرزها: تمرير الحساب الإداري الأخير الذي سبق أن هاجمه واعترض عليه وصوت ضده فريق الأغلبية الحالي وفريق المعارضة بالأمس، فضلا عن شرط سياسي أساسي هو عدم النبش في ملفات التدبير الجماعي السيئ للسنوات العشر الأخيرة ضمن ولاية تسيير العمدة السابق.. على أن ملف انتخابات عمدة المدينة لم توقف أو تنه الجدل الصاخب الجاري حول تهييئ انتخابات رؤساء بقية المقاطعات الحضرية، والتي وضع لها ترتيب سياسي محدد من طرف التحالف الأغلبية المسيرة الجديدة، مع استمرار الرأي العام في إثارة جدل في مستويات تدبير ملفات عديدة مرتبطة بالشأن الجماعي العام لسلا، أبرزها: ترخيصات غير قانونية واستغلال للنفوذ وطعون انتخابية، وأوراش معلقة وتفريخ عدد من الأسواق العمومية الكبرى في ظرف وجيز، آخرها توقيع انطلاق أشغال «سوبير مارشي مرجان» بسوق الصالحين بحي السلام بسلا، غداة يوم الاقتراع وضمن آخر يوم تسيير لعمدة سلا السابق، وما رافقتها من حملات احتجاج من لدن التجار المتوسطين والصغار والنقابة الوطنية للتجارة بسلا.