استطاع حزب العدالة والتنمية في الدار البييضاء أن يدفع الأحزاب المتنافسة إلى تشكيل تحالف جديد يضم كلا من الاتحاد الدستوري والعدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية وجبهة القوى الديمقراطية. وبعد مفاوضات عسيرة أفادت مصادر متطابقة أن التحالف الجديد وافق على استمرار العملية الانتخابية بدءا من النائب السادس، ووافق على مبدأ توزيع مقاعد المجلس بناء على تمثيلية الأحزاب، ويتوقع أن تكون جلسة انتخاب مجلس المدينة قد انطلقت أمس على الساعة الثالثة مساء. وخرج من التحالف الجديد رفاق كريم غلاب. وعلمت التجديد أن الاستقلاليين حاولوا الانقلاب على نتائج الفرز التي باشرها المجلس الجماعي مند يوم الإثنين 22 يونيو 2009 ، ومارسوا ضغوطا شديدة على محمد ساجد من أجل تقديم استقالته من المجلس، وتشبث حزب العدالة والتنمية من جهته باحترام نتائج انتخابات مجلس المدينة التي تم إفرازها بعد انتخاب الرئيس والنواب الخمسة الأوائل، قبل أن تتوقف أشغال المجلس (التي أقرت حصول الحزب على النائب الثاني عبد الرحيم وطاس، والنائب الخامس مصطفى الحيا) في الوقت الذي طالبت فيه أطرف أخرى بإعادة الانتخابات وتقديم محمد ساجد للاستقالة. وكان مستشارو حزب الاستقلال، أحد المكونات الأساسية في التحالف الذي كان يقوده حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة الدار البيضاء، قد فاجأ الأحزاب بإعلان انسحابه من التحالف، حسب ما أفادته مصادر جيدة الاطلاع. وفي واقعة هي الأولى من نوعها توقفت أشغال انتخاب مكتب المجلس لليوم الثاني على التوالي بعد فشل كل المواعيد التي تم تحديدها لإعادة استئناف الجلسة، حيث حددت الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء 23 يونيو 2009 ، ثم حددت الساعة الثالثة زوالا، ثم الساعة السادسة مساء من نفس اليوم وعلى الساعة التاسعة أخبر مستشارو العدالة والتنمية الذين كانوا في مقر ولاية الدارالبيضاء أن موعد انتخاب المجلس هو التاسعة صباحا من يوم الأربعاء 24 يونيو 2009، ثم تأجلت إلى الساعة الثالثة من نفس اليوم، وكان مستشارو العدالة والتنمية قد نددوا مساء أول أمس الثلاثاء من خلال وقفة احتجاجية نظموها على شرفات مقر الولاية المطلة على ساحة الأمم المتحدية التي تعد محجا لعدد كبير من المواطنين. وفي السياق ذاته يسود نوع من الترقب عن ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية صباح أمس الأربعاء ببيت العمدة محمد ساجد، بين الأحزاب الستة المشكلة للتحالف الجديد، والتي تسير في اتجاه تكوين أغلبية داعمة لرئيس مجلس المدينة، وتوزيع النيابات المتبقية مع الأخذ بعين الاعتبار ما أسفرت عنه انتخابات المجلس ليوم الاثنين ، واستحضارا حجم كل فريق حسب ما أسفرت عنه نتائج الاقتراع الأخير بالدار البيضاء. ولم تتوقف المشاورات التي يقودها والي جهة الدار البيضاء طيلة أول أمس الثلاثاء بشكل مباشر مع ممثلي المكونات الحزبية بغرض إيجاد حل للمأزق لكي تستأنف جلسة انتخاب أعضاء مجلس المدينة بعد توقف في وقت متأخر من ليلة الاثنين الثلاثاء، لأسباب تقنية على خلفية إعلان منتخبي حزب الاستقلال من التحالف السابق. هذا ويعرف مقر ولاية الدار البيضاء تعزيزات أمنية مكثفة على كل مداخيل المقر، ونصبت حواجز أمنية يحج إليها المواطنون لمعرفة ما ستؤول إليه باقي المناصب التي سيتم انتخابها في مجلس المدينة. من جهة أخرى شوهد عبد الكريم غلاب وياسمينة بادو وهما يتوعدان محمد ساجد عمدة مدينة الدار البيضاء على هامش الجلسة الأولى، ويطالبانه بتقديم الاستقالة أو تعويض حزب الاستقلال بالمقاعد التي لم يستطيعا الظفر بها أمام مستشاري العدالة والتنمية. وعلم من مصادر مقربة أن حزب الاستقلال انسحب بعد كثرة الخلافات بين مستشاري التحالف السابق الذي لم يستطع توحيد صفوفه. وغادرت ياسمينة بادو تلك المفاوضات مساء يوم الاثنين. وفي أعقاب ذلك قال عبد الصمد حيكر إن الكل يعلم أن حزب العدالة والتنمية ومستشاروه داخل الجماعة الحضرية للدار البيضاء لهم رؤية واضحة في الموضوع تتوجه نحو التعبير عن احترام إرادة الناخب البيضاوي، التي تعبر عن منح الأغلبية للائتلاف الذي سير مجلس مدينة الدار البيضاء في المرحلة السابقة، وكان حزب العدالة والتنمية عنصرا أساسيا فيه. وأضاف حيكر أنه ينبغي احترام القانون، وعلى باقي الفرقاء أن يرضوا بالنتائج التي أسفرت عنها عملية التصويت كما أفرزتها صناديق الاقتراع، وأكد حيكر بخصوص الوضع القائم أنه قانونيا كان ينبغي أن تتواصل الأشغال لاستكمال عملية التصويت رغم انسحاب التحالف، مضيفا أن الحزب سيستكمل عملية التصويت، ورغم أن من حق حزب العدالة والتنمية استكمال العملية، إلا أن هذا الأخير يقدر مصلحة المدينة التي يحتاج تسييرها إلى إسهام الجميع، وأكد حيكر أنه بالرغم مما وقع إلا أن مستشاري الحزب سيستكملون تشكيل المكتب بالانفتاح على الجميع شريطة احترام قواعد الديمقراطية وصناديق الاقتراع. إلى ذلك وفي حدود زوال أمس الأربعاء تجري مفوضات توطيد تحالف لدعم رئيس مجلس الدار البيضاء واستكمال أعضاء المكتب، وباقي الأجهزة بما يمكن من تحقيق أغلبية متماسكة واحترام الناخب البيضاوي. وفي ذات السياق يتواجد فؤاد عالي الهمة وبيد الله في مدينة الدار البيضاء منذ أول أمس الثلاثاء لجمع صف فريق الأصالة والمعاصرة بموازاة لقاء ممثلي الأحزاب، وينتظر أن يناقش الهمة قضية تشكيل مجالس المقاطعات بالمدينة. من جهة أخرى أفاد مصدر حضر يوم تشكيل المكتب بالدار البيضاء الاثنين الماضي، أن مدير وكالة آيس بريس مراد برجة، وأحد صحافيي العدالة والتنمية تعرضوا للتعنيف من لدن رجال السلطة، بعدما تم طرد الصحافيين الذين أرادوا حضور الانتخابات، مما أدى إلى احتجاج بعض مستشاري حزب العدالة والتنمية على السلطة من أجل ترك برجة والصحافيين لحضور الاقتراع. وأفاد المصدر ذاته، أن أحد العمال نزع بطاقة الصحفيان، مما أدى إلى إصابة برجة على مستوى خده الأيسر. واستنكر الصحافيون أسلوب السلطة التي حرمتهم من حقهم في إطلاع الرأي العام على مجريات الانتخابات.