الدورة الأخيرة من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم، التي تأجلت عنها مبارتا الدفاع الجديدي والوداد البيضاوي والمغرب التطواني ضد الجيش الملكي، جرت من دون تشويق أو حماس بعدما حسمت الأمور في الدورة الماضية ولم يتبق سوى أمر الوصافة الذي سيتم الحسم فيه قريبا. وكان أبرز حدث فيها هو احتفال الرجاء البيضاوي بتتويجه بلقب البطولة للمرة التاسعة في مشواره الرياضي. وكانت مباراة الفريق الأخضر ضد حسنية أكادير فرصه للاحتفال بهذا التتويج في مشهد تماهى فيه الماضي بالحاضر، في جو رياضي عرف تكريم عدد من الفعاليات التي قدمت خدمات كبيرة للرياضة الوطنية. المباراة لم تشهد منافسة قوية، لكن هذا المعطى لم يمنع الجماهير الرجاوية من الإبداع، حيث قدمت لوحة جميلة أنهت موسما متألقا لعشاق الفريق، الذين قدموا في الكثير من المباريات فرجة عجز عن تقديمها اللاعبون بأرضية الميدان. وكان مسك الختام فوز بهدفين مقابل هدف واحد لفائدة أصدقاء محسن متولي، الذي افتتح التهديف بطريقة رائعة. وحقق الكوكب المراكشي انتصارا معنويا، بعد معاناة طويلة مع التواضع في موسم اسثنائي لفارس النخيل، أجبر فيه على خوض ستة من لقاءاته خارج مدينة مراكش، بفعل العقوبة التي فرضت عليه عقب الأحداث التي رافقت مباراته ضد الوداد البيضاوي، في الدورة الرابعة بملعب الحارثي. الفوز المراكشي جاء على حساب الاتحاد الزموري للخميسات، الذي عاش هو الآخر موسما متواضعا، وعانى كثيرا قبل أن يضمن بقاءه، رغم أنه حقق مسارا جيدا في المنافسات القارية. وأنهى عبد الصمد الصفريوي مشوار جمعية سلا في هذا الموسم بانتصار زكى الصورة الجيدة التي رسمها قراصنة الرقراق، رغم تواضع الإمكانيات المادية. وكان الفريق في هذا الموسم مفاجأة جميلة، من خلال تحقيقه لنتائج لافتة، وقهر أندية تفوقه من حيث الإمكانيات المادية والبشرية، ويكفي أن نشير إلى أنه من الفرق القليلة التي انتصرت على البطل. وكان آخر ظهور لشباب المحمدية بهذا القسم على إيقاع الهزيمة بملعب الشيخ محمد الاغضف بالعيون أمام شباب المسيرة، في انتظار أن يتدارك مسؤولوه أخطاءهم ويعودوا بالفريق إلى مكانه الطبيعي كواحد من الأندية العريقة في البطولة الوطنية. وكانت هزيمة ممثل مدينة الزهور علي يد المهاجم حمزة بورزوق الذي سجل هدفين، محا بهما بعضا من التواضع الذي عاشه فريقه في موسم كان حارقا، في ظل الخصاص المادي الذي حاصر طموح شباب المسيرة. وبمدينة وجدة أنهى المولودية حضوره ضمن بطولة الكبار بتعادل أمام أولمبيك خريبكة، في انتظار أن يعود سندباد الشرق إلى قسم الكبار، بعدما أجبر رفقة الشباب على النزول إلى القسم الثاني. نشير إلى أن فريقي شباب المحمدية والمولودية الوجدية، المنحدرين إلى القسم الثاني، سيتم تعويضهما بالفتح الرباطي ووداد فاس، اللذين ضمنا تأشيرة الصعود.