أثارني مساء الخميس 4 يونيو 2009 عنوان ومحتوى الحلقة الخاصة من برنامج «أسر وحلول» الذي تقدمه الممثلة فاطمة خير، والسبب هو استعمال مصطلح « التبني» في الحديث عن التكفل بالأطفال المتخلى عنهم، واتساع ظاهرة تولي نساء عازبات هذا المسلك الاجتماعي وممارسته. والواقع أن صاحبة البرنامج أبانت عن عدم جدية في الإعداد لهذه الحلقة من برنامجها، وذلك لأن المشرع المغربي لا يستعمل عبارة التبني وإنما الكفالة والتكفل كما هو وارد في القانون المنظم للموضوع سواء في الصيغة الأولى الصادرة سنة 1993 أو صيغة 2002 . وقد تكرر الخطأ عدة مرات رغم التدقيق في العبارات الواردة على لسان الضيف المحامي أو الاستشارية النفسية. وقد كان بالإمكان التحلي بشيء من الجدية في الإعداد والبحث سواء عبر الاتصال بمختصين واعتماد المراجع المتوفرة أو استعمال محرك البحث «غوغل» عبر الشبكة العنكبوثية ، من خلال مداخل بسيطة بالعربية أو الفرنسية للوقوف على الجوانب القانونية والسوسيولوجية أو عبر المذكرات والدوريات التي ظلت تنظم مسألة الكفالة ببلادنا قبل صدور أول نص قانوني سنة 1993 كما سبقت الإشارة إلى ذلك أعلاه. هذا من حيث الموضوع أما من حيث الاستطلاعات فقد كان بالإمكان عدم الاقتصار على تجربة جمعية واحدة، كما كان بالإمكان طرق أبواب عدة مؤسسات وجمعيات تأوي آلاف الأطفال المتخلى عنهم عبر التراب الوطني، وبعض المحاكم للمزيد من تسليط الأضواء على المسطرة وما يواكبها من ملابسات وبطء ينعكس على الأطفال. كما أن محاولة جعل بؤرة اهتمام البرنامج هو اتساع أعداد النساء العازبات اللآئي يتكفلن بأطفال متخلى عنهم، فلم يكن مسنودا بحجج مقنعة أو بمعطيات إحصائية ونسب مائوية تؤكد فعلا أننا أمام اتساع حقيقي للظاهرة بالمقارنة مع العدد الإجمالي لعمليات الكفالة من طرف الجهات المنصوص عليها في قانون كفالة الأطفال المهملين الصادر سنة 2002 . هذا النص الذي لو بحثث عنه مقدمة البرنامج واستندت على بنوده لما وقعت في الأخطاء التي اعترت حلقة تناولت موضوعا مهما وله انعكاسات اجتماعية ونفسية بالغة الأثر، وما زالت فيه جوانب أخرى يمكن تسليط الأضواء عليها في حلقات مقبلة. ومما يجدر التذكير به أن هذه الملاحظات لا تتغيأ النقص من قيمة البرنامج ولكن التنبيه لأخطاء يمكن تجنبها في المستقبل. [email protected]