لم يكن يدر بخلد الراحل يوسف هموشي، ابن حي الفرح، أحد أحياء منطقة درب السلطان، أن مغادرته لمنزل الأسرة خلال صبيحة يوم 17 ماى وتوجهه رفقة ثلة من أصدقائه نحو شاطئ «بالوما» بازناتة الصغيرة، طلبا للاستجمام من أجل الترويح عن أنفسهم والتخفيف من حدة حرارة الجو التي كانت قائظة خلال هاته الفترة، أنها ستكون خرجة أخيرة دون عودة لاحيا ولاحتى ميتا! يوسف المزداد بتاريخ 30.11.1988 الحامل لبطاقة التعريف الوطنية عدد BL 95534، اختار رفقة صحبه الشاطئ المذكور وشرعوا جميعا في العوم واللهو، قبل أن تتحول لحظات المتعة والمرح إلى حزن وتعاسة، عندما ابتلعت أمواج البحر الراحل وجذبته إلى القعر نحو الأعماق بمنطقة تلقب ب «الشاقور» لم تكن بها أية علامة أو إشارة تظهر أنها منطقة خطيرة تهدد حياة من يتواجدون بها! حضرت عناصر الدرك الملكي وأنجزت محضرا في موضوع الحادث استمعت لشهادة الشهود للتأكد من الحالة التي كان عليها الغريق أثناء السباحة إن كانت طبيعية وهو ما أكده المستجوبون، وبقي الجميع ينتظر أن تلفظ أمواج البحر جثة الراحل دون جدوى، فاتصلوا بمصالح الوقاية المدنية رفقة ذويه وطلبوا منهم ذلك إلا أنهم عبروا عن عجزهم عن القيام بالمطلوب والمتجلي في مباشرة الغطس «يبيكيوا» لانتشال الجثة التي لاتزال بقعر البحر عالقة سيما أن المكان معروف لدى أهل المنطقة باحتضانه لآبار، أنفاق و أخاديد إن علقت بها جثة ما فإن وقتا طويلا يلزم لكي تطفو على السطح. أهل الراحل في بحثهم عن جثة فقيدهم التي لايزالون يترقبون تسلمها رغم مضي أكثر من أسبوعين، يعتصر قلوبهم ألما لفقدان فلذة كبدهم من جهة ولعدم قدرتهم على حفظ كرامته ومواراته التراب، رغم طرقهم لأبواب المسؤولين آخرهم عامل عمالة المحمدية يوم الخميس المنصرم، الذي بدوره لم يمد لهم يد العون معبرا عن عجزه! عجز انضاف إلى عجز عناصر الوقاية المدنية وعجز القائمين على أمر الشاطئ عن نصب علامة إنذار بالمكان لتحذير «المصطافين» حتى إن ابتلعت أمواج المكان الضحايا تلو الضحايا خاصة وأن أربعة أشخاص لقوا نفس مصير الرحل يوسف هموشي، ولا أحد يعرف من التالي!؟