بلغ عدد المشاريع التنموية المعتمدة في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليمتطوان ، خلال السنوات الأربع الأخيرة ،244 مشروعا، استهدفت حوالي100 ألف مستفيد، بتمويل تجاوز463 مليون درهم . وجاء في تقرير أعده قسم العمل الاجتماعي بولاية تطوان، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت في هذه المشاريع بمبلغ يناهز170 مليون درهم ، منها121 مليون درهم غطت الفترة ما بين2005 و2008 . وأشار إلى أن المشاريع المنجزة أو التي توجد في طور الانجاز في إطار المبادرة ، والتي حققت نتائج هامة ، شملت برامج محاربة الاقصاء الاجتماعي في الوسطين الحضري والقروي ، ومحاربة الفقر في العالم القروي ، ومحاربة الهشاشة ، والبرنامج الافقي. وقد همت هذه المشاريع التي انخرطت فيها أكثر من ستين جمعية وتعاونية ، وأعدت وفق مقاربة تشاركية اعتمادا على تقارير لجان الحكامة ، الجماعات الثلاث والعشرين بالاقليم وهي20 جماعة قروية وثلاث جماعات حضرية (تطوان ، مرتيل ، واد لاو) . وتروم هذه المشاريع ، التي تندرج في إطار الاهتمام بالعنصر البشري لتأهيله لولوج سوق الشغل ، دعم تأهيل السكان لإحداث أنشطة تستجيب لحاجياتهم وتكون ملائمة لخصوصيات المنطقة ، وإرساء أسس الثقة والشفافية والمشاركة والاستمرارية ، والمساهمة في ترسيخ ثقافة القرب والتشاور والشراكة والحكامة وحسن التدبير والتخطيط وخلق دينامية للتكوين والتلقين . كما تهدف المشاريع ، المنجزة بشراكة مع الجمعيات والمصالح القطاعية ، إلى دعم الأنشطة المدرة للدخل والمساهمة في خلق فرص الشغل ، وتشجيع الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الاساسية والتجهيزات بالعالمين الحضري والقروي ، وتأهيل مراكز الاستقبال وتجهيزها ، بالاضافة إلى دعم الانشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية . وتنوعت البرامج ، المعتمدة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليمتطوان ، ما بين إحداث مكتبات بالأحياء الفقيرة وتجهيزها ، ودور للشباب وملاعب رياضية وتجهيزها ، وإقامة مراكز لحماية الطفولة وتهيئة وتجهيز بعض الفضاءات الجمعوية ، وبناء القناطر الصغيرة لفك العزلة عن الاحياء الهامشية ، وإحداث مراكز متعددة الاختصاصات للإدماج السوسيو اقتصادي وغيرها بالوسط الحضري. كما همت هذه البرامج الربط بشبكات التطهير والماء والكهرباء وتقوية المسالك الطرقية ودعم التعاونيات وشراء الادوات المستعملة في التشجير والمواد الفلاحية والاشجار المثمرة والأعشاب الطبية والعطرية وغيرها بالعالم القروي ، بالاضافة إلى تأهيل قوارب الصيد البحري على طول الساحل من مدينة واد لاو إلى مدينة مرتيل . ومن أبرز المشاريع التي ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعمالة بقسط وافر في تمويلها سنة 2009 ، مشروع إحداث مركز لحماية الطفولة بحي كويلما بتطوان الذي بلغت تكاليف إنجازه ستة ملايين و480 ألف درهم ساهمت المبادرة بحوالي نصف المبلغ (ثلاثة ملايين درهم) وإنجاز الشطر الثاني لاشغال تهيئة مركز حنان لاعادة تأهيل الاشخاص المعاقين بتطوان الذي رصد لإنجازه مبلغ ثلاثة ملايين و350 ألف درهم ساهمت المبادرة الوطنية بمليوني و500 ألف درهم . ومن المشاريع الهامة التي ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كذلك في إنجازها بالاقليم بمبلغ تسعة ملايين ونصف مليون درهم ، مشروع تشييد دار العجزة بحي بوسافو بتطوان الذي أنشئ بغلاف مالي ناهز 12 . 5 مليون درهم على مساحة تقدر بخمسة آلاف متر وفق المعايير والضوابط التي يتطلبها إنشاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، ومشروع اقتناء ست سيارات إسعاف مساهمة في محاربة ظاهرة وفيات الامهات عند الولادة أو الاطفال الرضع خاصة بالعالم القروي . كما يعتبر مركز تصفية الدم لعلاج مرضى القصور الكلوي بمرتيل من بين الانجازات المهمة ، التي ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقامته وتجهيزه ، بتعاون مع جمعية (أتيل) بمبلغ مليون ونصف مليون درهم والجماعة المحلية ، بالاضافة إلى بناء ثلاثة مراكز للوقاية من الهشاشة ومحاربة الهدر المدرسي بكل من حيي بوجراح وكويلمة بتطوان وبواد لاو يستفيد منها أكثر من250 من التلامذة المنقطعين عن الدراسة. ويشير تقرير قسم العمل الاجتماعي بالولاية إلى أن الفترة 2005 -2008 تميزت بتحسين ظروف عيش الفئات المستهدفة ، وترسيخ ثقافة المشاركة واعتماد مبادئ الحكامة الجيدة ، مبرزا أن التواصل مع الساكنة مكن من رفع عدد الجمعيات العاملة في مجال محاربة الفقر والهشاشة بالعالم القروي من خمس جمعيات سنة 2005 إلى أكثر من ستين جمعية حاليا . وشدد على أهمية العمل التشاركي في الوصول إلى الأهداف المسطرة، مبرزا أن إشراك الفاعلين المحليين من ساكنة ومنظمات ونسيج جمعوي يعد عاملا أساسيا في التنمية . وأكد على ضرورة الاستمرار في تحسين نوعية الحياة وتأهيل العنصر البشري، وتقوية الالتقائية وتدعيمها لترسيخ مكتسبات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتفعيل روحها وتجسيد فلسفتها .