»يتطلب العمل الصحفي بصفة عامة اكتشاف ما هو غير معبر عنه، وذلك بالبحث عن مصادر الخبر وعن المحاورين يمكن ان نحدد ثلاث مهام أساسية للصحفي. تجميع الشهادات، كسرد الوقائع المتؤكد منها، تحليل الوقائع في أفق سياق عام، تجنب مسؤولية رئيس للتحرير بصفة عامة ورئيس للنشرة الاخبارية في التلفزيون مثلا وهذا التقديم منتوج إخباري متقن ومهني »في احترام لأخلاقيات المهنة«. في هذا الاتجاه يسير المقال التالي عن الاعلام السمعي البصري (1). قواعد التعليق التلفزيوني: تبدو كتابة وتسجيل تعليق للوهلة الاولى بمثابة التمرينات الاكثر إثارة في مهنة الصحفي، تشكل الوحدة المكونة من التقديم / التعليق كتلة واحدة حيث تبث جميع الاخبار المتضمنة في موضوع لإحداث الساعة. يجيب مقدم النشرة تقريبا ودائما عن أسئلة: من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ في حين يجيب المحرر والصحفي الذي أنجز الروبورتاج على أسئلة كيف؟ لماذا؟ بالأساس داخل الروبورتاج على الاسئلة التي تطرق لها مقدم النشرة. لكن لابد من بعض القواعد في كتابة التعليق. القاعدة الاولى ان التعليق لا يجب ان يصف الصورة يجب ان يقدم معلومات إضافية تعطي للصورة معناها (مثلا في مستشفى لا يجب وصف الاجواء به فهذا متضمن في الصورة، بل تقديم إحصائيات وأرقام ومعطيات لا تتضمنها الصورة). القاعدة الثانية تفادي كلمات الربط بين الجمل في التعليق، ذلك ان كلمات مثل: في الواقع، بالفعل، بيد انه، على ان ذلك ان إلخ، لكونها تكون ثقيلة، مزعجة، و»آكلة للوقت« داخل تعليق. ربما تكون صالحة لكتابة نص أدبي. القاعدة الثالثة العمل على تفادي استعمال النعوت بأقل ما يمكن. إذ بواسطتها تحضر ذاتية لا مكان لها في تعليق إخباري. إذ أن النعوت والاوصاف موجودة في الصور. القاعدة الرابعة انه يتوجب كتابة جمل قصيرة، فالمشاهد لا يمكنه ان يستوعب غير فكرة واحدة عن جملة يسمعها. الجملة القصيرة تشتمل على أقر من خمس عشرة كلمة. يمكن الاختيار بين نوعين من التعليق: الوصفي والتفسيري. القاعدة الخامسة تتطلب العناية بالجملة الاولى والجملة الاخيرة. للجملة الأولى وظيفة مزدوجة، بحيث انها تسمح للمشاهد بأن يكون في صور الاشياء للتو، انها تقدم المعلومة الاساسية، الجملة الاولى مصيدة للمحرر، مما يعيقه على كتابة باقي التعليق. أما الجملة الاخيرة فهي مهمة جدا لأنها تؤثر بعمق في الانطباع الذي سيحتفظ به المشاهد عن الموضوع. نأتي الآن الى الجانب المتعلق بالروبورتاج المباشر. يُرجع بعض المتخصصين أول روبورتاج مباشر في تاريخ التلفزيون الى حفل تتويج الملكة إيليزابيت الثانية في 1953. في الواقع لم يكن ذلك »روبورتاجا«، كان »بثا« جرت به العادة فيما بعد كما في التظاهرة الرياضية. الروبورتاجات المباشرة ستحتاج في المستقبل الى وسائل وتجهيزات أخف وتكلفة مالية أقل، خاصة بالنسبة للقنوات داخل الميزانيات المحدودة. الروبورتاج المباشر بالنسبة للقنوات داخل الميزانيات المحدودة. الروبورتاج المباشر يعطي أبعادا إضافية للعمل الصحفي. أبعاد الزمان والمكان. إنه عمل يخضع لتهييء. وأخيرا لا يقتضي الروبورتاج المباشر إظهار صحفي أمام الكاميرا يحمل ميكروفانا. يجب أن يظهر الروبورتاج صور ما يجري اللحظة ذاتها. هذا يعني انه يجب استخدام كاميرتين، واحدة منهما على الاقل موجهة الى الوقائع التي يجري بالقرب من الصحفي. في الموضوعية الصحفية: ماهي الموضوعية في العمل التلفزيوني؟ هذا يدخل في مجال أخلاقيات المهنة. »الموضوعية هي ما يكون مطابقا للواقع،، ما يتم توصيفه بدقة واستقامة« القاموس يرى روجي كلوس ان »الموضوعية لا تتضمن معنيين، انه تتضمن معنى واحدا. يكون موضوعيا كل ما هو موجود في الشيء، ما هو واضح وظاهر لجميع الناس«، وهو يرى ان الموضوعية تنطبق على الخبر. أما أندريه لورانس المدير الأسبق لجريدة لوموند فيري ان »الموضوعية هو ما يطلبه القراء الأكثر ذاتية« بخصوص حُلمية أو وهمية الموضوعية عند الصحفيين فيتحدث عنها ليستير ماركيل، الذي عمل رئيسا للتحرير لصحيفة (نيويورك تايمز) لمدة خمسين سنة: »الصحفي الاكثر موضوعية هو الذي يجمع خمسين من الوقائع. عشر من الوقائع. وإذن فقد قام بإلغاء 38 واقعة. هذا حكم أول على المقال. سيختر بعد ذلك الحدث الذي سيضعه في المكان الاول من المقال. بلك يعطي لهذا الحدث قيمة أكبر من الوقائع الإحدى عشر الاخرى. هذا حكم ثاني على المقال. وأخيرا يختار رئيس التحرير ما هي المقالات التي ستوضع في الصفحة الاولى أو في الصفحة 12. وهذا حكم ثالث على المقال. وإذن يخضع التقديم الموضوعي الذائع الصيت للوقائع الى ثلاثة أحكام بشرية، أي الخضوع لحكم تعسفي«. لدى الصحفيين تم استبدال مفهوم الموضوعية بمفهوم النقل النزيه فكريا لحقيقة مثبتة الصحة. من ثم فإن التأكد من المعملومة هو ما يصنع الفرق بين العمل الصحفي وانتشار وتناسل الاشاعة. وقد ذهب كلود دويوه الكاتب العام الاسبق للنقابة الوطنية للصحفيين بفرنسا الى ما هو أبعد بعد حين اقترح النص التالي: »يعتبر صحفيا محترفا الشخص الذي لديه كمهنة أساسية منتظمة ويحصل من ورائها على أجرة ممارسة نشاط من نوع فكري، للبحث، للانتقاء، لتهييء، لصياغة شكل، لتقديم، لتوضيح وللتعليق، عن طريق المكتوب، المرسوم، الكلمة، الصورة أو الممارسة الإلكترونية، على وقائع وإحداث الساعة باتجاه جمهور. من هذا النشاط الذي يمارسه داخل هيئة أو عدة هيئات لبث الاخبار (صحيفة، وكالة صحفية، شركة اتصال)، يتوجب على الصحفي المحترف كسب أهم موارده المالية«. رئيس التحرير ورئيس النشرة يتقاسم المسؤولية القانونية رئيس التحرير مع معد الصور أو التعليق (الصحفي ومقدم النشرة) ومع مدير البث بخصوص ما يقدم على الهواء. يجب أن يحترم الجانب الاخباري. وفي التلفزيون المقتضيات القانونية التالية: القذف، حماية الحياة الخاصة، حماية الطفولة، الاشهار، قرينة البراءة. يكون رئيس التحرير مسؤولا عن انسجام فريق التحرير الذي اشتغل معه وتحت مسؤوليته. بعد تقديم نشرة اخبار تلفزيونية يجتمع الفريق في جلسة قصيرة لمناقشة ما تم بثه. إنها مناسبة لاكتشاف الاخطاء في التصوير، في التعليق، في بعض المنسيات التحريرية. لكن هذه الممارسة للأسف يتم إهمالها، بل إلغاؤها من طرف فريق أنكهه عمل يوم ضاغط. ان تحليل العمل المنجز مهمة أساسية لرئيس التحرير. يجب ان يكون من أجل تقويم الاعوجاج لردع الاخطاء أو توزيع شهادات الرضى العشوائية. بهذه الطريقة يساعد رئيس التحرير فريق العمل على التقدم في عملها والإبقاء على مخفزاتها الذاتية. إن رئيس التحرير سجين لقناته أو محطته. مهمته الاولى هي متابعة تطور الاحداث عن قرب لاتخاذ الاجراءات المناسبة في اللحظة المناسبة، ويجب ان يظل في مكانه، لين الجانب بخصوص الاقتراب منه والاتصال به. غالبا ما يكون رؤساء التحرير صحفيين سابقين يعرفون إكراههات المهنة ويتفهمون (ويجب) الصعوبات. هناك مهنة أخرى من مهن العمل التلفزيوني: رئيس نشرة الاخبار. وهي معروفة بشكل أقل. تتطلب مهمة رئيس النشرة تنظيم العمل في ارتباط مع اعداد نشرة إخبارية، التحكم في مدتها ضمان بثها ضمن منطق صحفي. وهذه الوظيفة ضرورية للتلفزيون بسبب التنسيق الضروري بين مختلف المصالح التحريرية والتقنية. يمكننا تشبيه عملية بعمل السكرتير الاول للتحرير في جريدة مكتوبة. لكل نشرة اخبار مبدئيا رئيسها الذي يظل حاضرا في كل مراحل إعدادها. مهامه متعددة في تنسيق مع رئيس التحرير (في الاجتماع الاول لهيئة التحرير لاختيار الموضوعات بصفة عامة، في الاجتماع الثاني لهيئة التحرير لتحديد الموضوعات النهائية، مناقشة مفصلة لنشرة الاخبار وخاصة ترتيب بث الموضوعات. هامش: (1) كتاب لمؤلف بول استيفان مانيي، 224 صفحة.