حلت خلال الأسبوع الجاري بطنجة، الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل التحقيق في قضية 15 طنا من المخدرات التي ضبطت بميناء الجزيرة الخضراء، ومرت من ميناء طنجة أمام أعين رجال الأمن المتورطين بسلام. وحسب المعلومات الأولية ، فإن الفرقة الوطنية، استمعت الى رئيس الفرقة الأولى لمراقبة الجوازات بشرطة ميناء طنجة، وذلك بمقر ولاية أمن طنجة، خاصة بعد اعتراف المفتش (ع.)، الذي أفاد المحققين بأن الضابط (ز) هو الذي أعطى أوامره بالسماح لباخرة «البوغاز» التابعة لشركة «كوماريت» بالمغادرة، ليضيف أمام قاضي التحقيق بأن نفس الضابط هو الذي أعطى الضوء الأخضر لمرور المقطورة، وعلى متنها كمية 15 طنا من مادة الشيرا والتي ضبطت من طرف الأمن الإسباني. وتعود وقائع هذه القضية التي تحقق فيها الفرقة الوطنية من جديد، إلى يوم 24 مارس 2007، حين ضبطت مصالح الحرس المدني الاسباني بميناء الجزيرة الخضراء، كمية 15 طنا من مادة الشيرة، كانت مدسوسة داخل مقطورة تحمل رقم: A/06019-R، مرت عبر ميناء طنجة بسلام، وبتواطؤ مع رجال شرطة معروفين في ميدان تهريب الممنوعات. وعلى إثر ذلك، فتحت شرطة طنجة تحقيقا في الموضوع، حيث تم اعتقال كل من السائق (م)، وشقيق الإمبراطور (ج) الذي حصل على البراءة من استئنافية طنجة! في حين هرب صاحب شركة النقل الدولي (AMG) وحررت في حقه مذكرة بحث رفقة كل من المعشر الجمركي (ح) و(فيصل ج ). كما اكتشف المحققون بأن وصل المغادرة - المسلم «لمقطورة المخدرات» مزور، ولا تنطبق عليه معايير باقي الوصولات الجاري بها العمل، والذي يحمل رقم 12000 في حين لم يتعدى الرقم الترتيبي لهذه الوصولات في ذلك اليوم 800. وعلى إثر ذلك تم الاستماع الى المفتش (ع. ه) الذي صرح بأنه لاحظ بأن وصل السماح بالمغادرة للمقطورة مشكوك في أمره، حيث أشعر نائب رئيس الفرقة، الذي بدوره أشعر رئيس الفرقة، الضابط ( ز) الذي حضر الى عين المكان وطلب عدم مغادرة الباخرة حتى التأكد من الأمر، وهو ما تمت تلبيته من طرف رائد الباخرة الذي حافظ على رسو الباخرة، بنفس الجسر دون إغلاق الباب، وبعد ذلك - يضيف المصرح - توجه الضابط (ز) إلى باب منفذ التصدير، وبعد عودته أعطى أوامره بالسماح للباخرة بالمغادرة، وهو ما قام بتنفيذه رائد الباخرة. أما الشرطي (العربي. س)، فقد أفاد بأن دوره ينحصر فقط في تفحص لوحات القاطرة. واعترف بأنه يوم الواقعة، سجل «مقطورة المخدرات»، لكن بعد تنقيطها تبين له بأنها مزورة ولا تخص أية قاطرة، وإنما تخص ترقيم سيارة من نوع «مرسديس 190» مسلجة في اسم شخص يقيم بمدينة القنيطرة! وأمام هذه الاعترافات الخطيرة، فتحت الفرقة الوطنية البحث من جديد في قضية 15 طنا من المخدرات التي مرت بوصل مزور خاص بشرطة ميناء طنجة، وعدم توقيف المقطورة، رغم زورية لوحاتها المعدنية، وبالرغم من تصريح رجال شرطة آخرين، الذين أخبروا رئيس الفرقة «ز» الذي أعطى الضوء الأخضر، لمرور المخدرات الى اسبانيا. وقال مصدر أمني للجريدة إن التحقيق جار بخصوص ملفات المخدرات بهذا الميناء، وخلال الأسابيع القادمة، سوف يحال من ثبت تورطه على العدالة، فيما ستتخذ الإدارة العامة إجراءات تأديبية في حق المشبوه فيهم، بلا هوادة.