رحل أب الأمة مغفوراً له، واغتيل أب التحرر وبناء « المغرب الجديد»، وفي « العهد المشترك « بينهما وبين «المغاربة أقوياء النفوس» و»بناة الوطن» وبين «الملكية الناهضة»، على بناء و»خلق ديمقراطية مغربية بناءة» و»حياة نيابية بالمعنى الصحيح»، و»إشراك الشعب في الحكم تدرجا»، تبلور المستقبل، بل صنع المستقبل، واضحاً ووارداً لدى المغاربة حاكمين ومحكومين. وفي مغرب أوائل القرن الواحد والعشرين، ماذا تبقى؟.. سؤال لو تم الختم به لصار مغرضاً أو موجعاً أو باعثاً على اليأس...والواقع أنه تبقى كل شيء؛ ذات المهام، وذات الأهداف... نفس التحديات، ونفس الرهانات. لكن في ظل معطيات داخلية وخارجية أخرى. بيد أنه في كل الأحوال وكيفما كانت الظروف، لا أحد سينهض اليوم أو غداً- بهذه المهام والأهداف، ويرفع هاته التحديات والرهانات، نيابة عن المغاربة.... بقي من المهدي، ومَن مِن طينته، الأهم والأنفع... بقي المشروع، بل استئنافه وإغناؤه وتحيينه وإنجازه... بقيت تجربة غنية، بأخطائها ونجاحاتها، بنقط القوة فيها ونقط الضعف معاً ... وبقيت الأفكار والاجتهادات والثوابت. بقي كل شيء، وهي ذي «الجمل المفيدة»، على سبيل تجميع خلاصات هذه المقالات: أولاً: بدون علم وعلماء وبحث علمي واسع وحقيقي، في خدمة نهضة وازدهار المجتمع، يكون المصير هو العبودية. ثانياً: بلا تحرر شامل، تكون النهاية هي الاعتماد على الغير والارتهان لمخططات الآخر، وللضعف وإدمان التبعية. ثالثاً: بدون تخطيط محكم، على قواعد علمية سليمة، ومشروع مجتمعي نهضوي وناهض باستمرار، يكون الارتجال وهدر الوسائل والفرص. رابعاً: بدون إشراك الشعب في الحكم، ومن دون «نضج سياسي وتهذيب وطني ووعي اجتماعي» لا تستقيم «ديمقراطية مغربية بناءة». خامساً: بدون جماهير، تربية الجماهير، يكون المآل هو الفناء. رحم الله المهدي، وكل الشهداء وأوفياء الوطن والمواطنين. فأما حان وقت العمل؟..