لمدة خمسة عقود من زمن الفن الرفيع، تربعت سيدة الطرب العربي المعاصر وردة الجزائرية بدون منازع عرش الفن الخالد صحبة رموز رحلت لدار البقاء، فصح عن القديرة وردة القول المأثور» وردة الصوت والأداء الشجي ، وريثة جيل العمالقة، فهي ما تبقى لنا من العصر الذهبي».. انطلقت أمسية وردة الخالدة ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان موازين إيقاعات العالم مساء السبت 16 ماي الجاري، يوم انتظره المعجبون والمحبون وعشاق الطرب الأصيل بشوق، حيث كان الموعد كبيرا.. مساء ذلك اليوم، وسط العاصمة الرباط الكل يأخذ وجهته إلى منصة حي النهضة بالملعب الرياضي النهضة.. في اتجاه العنوان المذكور جيش بشري يملئ الدروب والشوارع المؤدية للمكان الموعد، أما السيارات والحافلات فخط لها طريق خاص ومحطات اكتظت بها الفضاءات المخصصة. قبل انطلاق الموعد المعلن - عند الساعة التاسعة والنصف مساء- امتلأت جنبات الملعب، بينما الفضاءات المخصصة للأداء أوشكت على الاكتظاظ.. الكل في وقوف وانتظار، وهناك بالقرب من المنصة فضاء مخصص لشخصيات( vip). كان قائد الفرقة الموسيقية العربية سمير.م أول الظاهرين، تلاه المنشط عتيق بنشيكر ليعلن انطلاق حفل مغربي مغاربي عربي أصيل، بمعزوفات صامتة من ألحان الراحل الكبير بليغ حمدي. على الفور، بعد دقائق تلج سيدة الطرب العربي منصة العرض، تصفيقات وتصفيقات، زغاريد وزغاريد، قبلات وقبلات، حب في كل المكان، وصفير لا ينتهي ترحابا من الشباب والكبار والنساء والرجال والأطفال أيضا.. ردت وردة عن حرارة الاستقبال بالقول: « وحشتوني جدا.. الله يحفظ المغرب لنا جميعا». انطلقت سهرة وردة الفاتنة بأغنية « في يوم وليلة»، « خليك هنا»، « قال إيه»، وعبرت على أغاني رومانسية جميلة مثل : « لولا الملامة»، «حكاية الزمان»، «أكذب عليك»، « ياحبيبي» ، « بتونس بيك»، وأنهت ليلتها الليلاء بأغاني إيقاعية اهتز لها كل الجمهور الحاضر من قبيل: « حرمت أحبك» .. وقد خص المغرب، بهذه المناسبة، الفنانة العربية الكبيرة بتكريم متميز تجسد بالخصوص في توشيحها بوسام العرش من درجة قائد وتسليمها شهادة البراءة والاعتراف ممهورة بالطابع الشريف. كما عبرت الرباط عن حبها للصوت الذي عرف كيف يضمن عشق وحب الجمهور لعقود، حيث تسلمت الفنانة خلال هذا الحفل «مفاتيح « و»بوابة» المدينة.