ناقش الباحث عبد الله أكرزام ، مؤخرا، رسالته لنيل الدكتوراه في الآداب شعبة الدراسات الإسلامية، في موضوع «الفكر المقاصدي في تفسير المنار» ، بكلية الآداب جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وتكونت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة: محمد السدرا: رئيسا وعضوا مناقشا، محمد السيسي : مشرفا ومقررا، وعبد الكريم عكيوي، وعبد الحميد الوافي، وفؤاد بوقجيج: أعضاء مناقشين،وبعد المناقشة والمداولة قررت اللجنة قبول العمل، ومنح صاحبه شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا. وقد قدم الطالب الباحث بحثه في بابين كبيرين، عنون الأول: الفكر المقاصدي في تفسير المنار، والثاني: أقسام المقاصد ومجالاتها في المنار، ومهد لهما ، بمقدمة عرف فيها بموضوع البحث، وبيان أهميته وأسباب اختياره، وخطة إنجازه، وبمدخل تناول فيه مفهوم الفكر المقاصدي وتاريخه، وهوية المقاصد وأقسامها، وفوائد الفكر المقاصدي. وتناول الباب الأول في ثلاثة فصول الأول تمهيدي خصصه للتعريف بمدرسة المنار، وبأعلامها وظروف نشأتها، وأبرز إنتاجاتها، وتناول في الفصل الثاني تفسير المنار: القضايا والمنهج ، وتعرض في مباحثه السبعة لمجموعة من المحاور تبرز اهتمامات المنار وأهدافه، وأثره في إحياء الفكر المقاصدي في العصر الحديث ودورها في تطويره، كما تعرض لمنهج المنار مركزا على ما له علاقة بالمقاصد، حيث سلط الضوء على ثلاثة عشر معلما من معالم هذا الفكر، مبرزا تأثره بأعلام هذا الفكر بدءا من رواده الأوائل كالجويني والغزالي، وصولا إلى الشاطبي، وختم هذا الفصل بتأثير المدرسة في كثير من الأعلام والمدارس المعاصرة. أما الفصل الثالث الذي هو صلب البحث ، وعنوانه :الاتجاه المقاصدي في تفسير المنار» فقد تناوله في سبعة مباحث هي : الأسس النظرية للمقاصد في تفسير المنار، تعليل الأحكام وتقصيدها، الاعتداد بالمصادر التبعية التي لها علاقة بالمقاصد، القواعد المرجعية التي لها ارتباط بالمقاصد، المصطلحات المقاصدية، طرق الكشف عن المقاصد، قواعد الفكر المقاصدي، وقد تناول كل مبحث في مطالب تكشف كلها عن هذا التوجه لدى صاحب المنار. أما الباب الثاني فقد تناول في فصليه: أنواع المقاصد والسنن في الفصل الأول، والمجالات في الفصل الثاني. وهكذا تتبع في الفصل الأول هذه الأقسام ومثل لها بما يكفي من الأمثلة، ودلل عل انتماء السنن إلى المقاصد، مقاصد الخلق والتكوين، وقام بجرد لما احتفى به المنار منها ، ومثل لمجالات عدة في الفصل الثاني ربط خلالها المنار الأحكام بحكمها ومقاصدها ، بدءا بالمجال الاعتقادي وصولا إلى المجال السياسي والحضاري. وفي خاتمة البحث نجد خلاصات وستنتاجات مهمة، لفت بها الباحث الانتباه إلى دور هذه المدرسة في إحياء هذا الفكر، وضرورة استحضاره لفهم مواقف أعلامها إزاء قضايا عدة، ذهب البعض إلى اتهامهم فيها بالتقية والانتماء للماسونية، والإعجاب بالغرب... كما لفت الأنظار إلى المجالات التي أبدعت فيها المدرسة باعتماد المنهج المقاصدي.