بلغت حدة الاحتقان في صفوف أصحاب سيارات النقل "الهوندا" بمدينة وجدة ذروتها مع توالي ما وصفوه ب«الحكرة» ، ففي الوقت الذي تطلعوا فيه لكسب رزقهم ورزق عائلاتهم بشرف وكرامة عبر امتلاك سيارة نقل، وجدوا أنفسهم عرضة للتضييق والمطاردة من قبل رجال الأمن والحجز المتكرر لسياراتهم بواسطة «الديباناج» بذريعة قيامهم بنقل الأشخاص والبضائع بدون رخصة. وأمام تزايد معاناتهم مع هذه الممارسات، وفي لقاء مع باشا مدينة وجدة، قدم المكتب النقابي لسائقي الهوندات المنضوي تحت لواء الفدرالية الديموقراطية للشغل نقطا مطلبية همت الترخيص لمزاولة المهنة مع الترقيم، الترخيص لمحطات الوقوف، طلب نقل البضائع والعائلات، طلب إيقاف مضايقات رجال الأمن (الحجز والديباناج واحتجاز الركاب واقتيادهم إلى مراكز الشرطة)، تسهيل النقل إلى المناطق السياحية (السعيدية، فزوان، تافوغالت، الكاف...إلخ)، منع سائقي سيارات الأجرة من حمل الأمتعة والبضائع، طلب رخصة لنقل السياح، أطفال المدارس، عمال الشركات والأسواق، نقل ممولي الحفلات والأجواق والفرق الفلكلورية...إلخ ، آملين تفعيل هذه المطالب وإيجاد حلول ناجعة لوضعيتهم التي أصبحت في تفاقم يوما بعد يوم إنقاذا لهم من الوقوع بمستنقع البطالة. ويشار إلى أن هناك أكثر من 700 سيارة هوندا في مدينة وجدة أصحابها إما معطلون من حاملي الشهادات العليا أو متقاعدون من ذوي الدخل الزهيد أو أرباب أسر فقيرة، أغلبهم اقترض من أجل الحصول على وسيلة النقل هذه لكسب رزقه وإعالة أسرته، قبل أن يبدأ مسلسل المضايقات الذي سيؤدي تكرارها إلى حرمان أكثر من 700 أسرة فقيرة بالمدينة من قوت عيشها اليومي...