تساءلت مجموعة من المواطنات البيضاويات: كيف يعقل أن مدينة بحجم الدارالبيضاء، تضم ساكنة تعدادها بالملايين، تشكل النساء نسبة مهمة منها،لا تتوفر على مراحيض عمومية خاصة بالنساء وبالمواصفات اللائقة التي تحفظ كرامة المرأة؟ كثيراً ما تصادف أثناء تجوالك بشوارع البيضاء و«النقط» التي تتواجد بها مراكز تجارية ذات رواج يومي ، نساء يسألن في غاية الحرج عن مراحيض عمومية خاصة بالجنس اللطيف ، متسائلات، في الوقت ذاته، عن موقعهن في اهتمامات مسيري مجلس المدينة؟ فمدينة اقتصادية بحجم البيضاء وفي القرن 21 ، لاتزال نسوتها يبحثن عن مكان لقضاء حاجاتهن الطبيعية فلا يجدن لذلك سبيلا، غير المساجد، هذا إن صادفن وقت الصلاة، علما بأن بعض المساجد الصغرى بالأحياء الشعبية لا تحترم بها طريقة بناء المراحيض، بحيث أحيانا نجد مراحيض تخص الرجال تجاور أخرى للنساء وباب واحد يجمعها للدخول والخروج، كما هو حاصل بأحد المساجد «بالقريعة»! قد يلفت انتباهك مشهد امرأة بخطى سريعة تخترق ممرات أحد المقاهي ووجهها يحمر خجلا ، متجهة نحو المرحاض، بعد أن سأل زوجها ، الذي ظل في الخارج، النادل عن إمكانية ولوجه ! في الأيام الأخيرة، بإحدى ساحات «القريعة» أمام محلات بيع الملابس، وقفت «سيدة» رفقة زوجها ، تسأل المارة من النساء عن مرحاض عمومي دون جدوى، حيث ليس أمامها سوى المقاهي ، إن أمكن ! وقد تساءل زوجها : المدينة ليست فقط بنايات وعمارات ومحلات تجارية، بل كذلك مجموعة من المرافق العمومية، والمرحاض العمومي الخاص بالنساء يدخل ضمن المرافق الخدماتية التي ينبغي توفرها في أكثر من نقطة على طول الخريطة الترابية البيضاوية؟ كيف يمكن أن يُسقط الساهرون على شؤون «العاصمة الاقتصادية» من أجندة اهتمامهم مثل هذا المرفق ؟ . إن الوضع الراهن، حسب تصريحات العديد من النساء من مختلف الأعمار، يقتضي مراجعة شاملة لمخططات التهيئة وتدارك مثل هذه النقائص ، خصوصا في الأمكنة الآهلة بالسكان، والتي تعرف رواجاً دائماً ك : درب السلطان، الحي المحمدي، الحي الحسني، كراج علال، المدينة القديمة، درب غلف، بنجدية ، درب عمر... لقد أكدت غالبية من استجوبناهن أن الاهتمام بهذا المرفق ينبغي أن يشمل مناطق متفرقة من المدينة وليس الاقتصار على مركزها ، حيث تتواجد مراحيض عددها على رؤوس الأصابع تعود لزمن آخر تعاني عدم الاهتمام وتفتقر لكل ما من شأنه صون كرامة الأنثى !