بعد أن فقد الجيش الملكي واجهتين (القارية والبطولة) لم يبق أمامه إلا واجهة الكأس، لينقذ بها ماء الوجه، وحتى لا يعرف أسوأ موسم في تاريخه الرياضي، لذلك بقي التأهل أمام الجار القوي، في القسم الثاني أحسن إنجاز يبقى شيئا من الأمل للجمهور العسكري، الذي هجر المدرجات. مقابل ذلك، كان لفريق سطاد المغربي هدف واحد ووحيد، التركيز على البطولة وتحقيق الصعود إلى القسم الوطني الأول، لذلك لم يتردد المدرب عزيز الوهابي، في خوض المباراة بدون ثمانية من لاعبيه الأساسيين، وكأنه يريد الخروج بأقل الخسائر وبتقديم عرض قوي يظهر من خلاله أن الفريق الفقير بإمكانياته يمكنه أن يصمد أمام أغنى الفرق الوطنية. وبالفعل فقد استطاع فريق سطاد المغربي، اللعب بطريقة مفتوحة، فيها الكثير من الجمل الكروية الرائعة (تمريرات مركزة، توغلات، وبناء جماعي للعب، المعتمد على لياقة بدنية خلقت الكثير من المتاعب للفريق العسكري، خلال الشوط الأول والتي كان فيها لاعبو سطاد قريبين من التسجيل ولو فعلوها لبقيت مدرجات مركب الأمير مولاي عبد الله خاوية على عروشها وهي التي كانت شبه فارغة. شك التأهل إلى الربع لم يتبدد إلا في الدقيقة 53 بواسطة رأسية من العلاوي هداف الجيش والبطولة، والذي أعاد شيئا من الثقة إلى اللاعبين العسكريين الذين كانوا يعانون من ضغط قوي، لأن الإقصاء سيكون كارثة، أما إذا اقترف على يد فريق من القسم الثاني فستكون الكارثة أعظم. الهدف الوحيد حرر العسكريين وجعلهم يلعبون بطريقة أكثر تنظيما من الشوط الثاني بالاعتماد على تسربات القديوي والتمريرات القوية من بعيد من رجل بندريس، أما الدفاع فكان يعرف بعض الثغرات وكان لابد من تدخل الحارس الجرموني من أجل ايقاظ فلاح الذي كانت جهته وجهة لمهاجمي السطاد الذين لم يزدهم هدف العلاوي إلا اندفاعا وضغطا على مرمى الحارس الجرموني الذي في أكثر من لحظة قريبا من استقبال هدف التعادل. انتصار الفريق العسكري بقيادة المعد البدني جعفر لم يبعده من غضب الجمهور الذي صب جام غضبه عليه أثناء وبعد نهاية المباراة، متهما إياه بعدم التفوق في اختياراته، وهذا يطرح أكثر من سؤال حول العلاقة المتوترة التي أصبحت بين الجمهور العسكري، وادارته التقنية وبعض اللاعبين الذين لا يجد الجمهور من وسيلة للنيل منهم سوى اتهامهم (بالمعجون والشيشة).. ترى هل يستطيع الفريق العسكري المضي في مشوار الكأس أم أنه سيخلف الوعد، وبذلك سيفتح عليه واجهة لا تسكتها إلا النتائج الجيدة. عاطفي جعفر المكلف بمهمة التدريب. إذا كانت مباريات الكأس تعرف ندية قوية، فإن هذه الندية تزداد عندما ينضاف إليها طابع «الديربي». فيما يخص فريق سطاد المغربي فهو يتوفر على عناصر جيدة ولعبهم أمام فريق الجيش الملكي، جعلهم يلعبون بطريقة جيدة. تعاملنا بشيء من الذكاء واستطعنا تسجيل هدف من فرصة من الفرص القليلة التي خلقناها والانتصار سيعطي دعما قويا للاعبين للاستمرار في خلق نتائج مشرفة على مستوى البطولة والكأس. فيما يخص البطولة، فإن الأمور لم تلعب بعد، وسنعمل على تحقيق نتائج ايجابية في المباريات المتبقية، ونعلق آمالنا أيضا على تعثر الخصوم. فيما يخص علاقتي بالجمهور فأنا أتفهم غضبه وغيرته لأنه جمهور لفريق اسمه الجيش الملكي، يضاف إلى ذلك فإن اسم عاطفي جعفر اسم غير معروف على مستوى التدريب، كما أنني أسد الفراغ الذي تركه المدرب امحمد فاخر وفي وقت حرج، وأتمنى عودة فاخر، في أسرع وقت ممكن. وللتوضيح، فإن غياب فاخر هو بسبب المرض. عزير الوهابي مدرب سطاد المغربي نظرا للاهتمام المنصب الآن على البطولة، فإننا خضنا المباراة بكثير من الحذر. هذا الحذر الذي جعلني أقرر عدم إشراك ثمانية لاعبين رسميين تحسبا للاصابة خصوصا وأننا ننتظر مقابلات قوية خلال البطولة. الخوف مرده إلى كوننا أصبحنا بعيدين فقط بنقطتين عن وداد فاس. أؤكد أن هدفنا الآن هو الصعود، وأؤكد كذلك أن الفريق يكون قويا داخل الميدان وبطريقة لعبه وليس بإمكانياته المادية القوية. سطاد المغربي عليه الآن أن يفكر في كل مباراة على حدة، مع العلم أن سبورة المباريات هيأت لنا فرقا قوية، فيما تبقى من الدورات.