تأهل فريق الوداد البيضاوي للمباراة النهائية لدوري أبطال العرب بعد فوزه على الصفاقسي التونسي في إياب نصف النهائي عصر أول أمس السبت بالمركب الرياضي محمد الخامس بهدفين نظيفين وأمام جماهير عريضة ملأت كل جنبات الملعب ساندت فريقها طيلة اللقاء. أفلح المدرب بادو الزاكي خلال المواجهة الحاسمة التي جمعته بفريق عنيد، يجيد اللعب خارج ميدانه، وكثيرا ما خلق المفاجأة في أكثر من مناسبة - وهو السؤال الذي طرحه العديد من المتتبعين - وشكل تخوفات كبيرة، في كسب الرهان، بعد نهجه، بداية، خطة دفاعية، وعدم المغامرة في الهجوم، تجنبا لتسربات مهاجمي الفريق الصفاقسي. وقد تميزت الجولة الأولى باندفاع ودادي خلال العشر الدقائق الأولى، وحاولت العناصر الحمراء الوصول لمرمى الحارس التونسي جاسم الخلوفي في أكثر من مناسبة من خلال بعض الفرص السانحة، لكنها وجدت حارسا يقظا تصدى لكل المحاولات بنجاح. أما الخصم التونسي فقد أخذ المبادرة بعد مرور عشر دقائق، و تفوق تكتيكيا، وذلك من خلال تمركزه الجيد، والسرعة في الإيقاع، وخلق الفرص التي لم تستثمر بوجود دفاع ودادي، وحارس قوي، اسمه نادر لمياغري، الذي لفت أنظار الزملاء الإعلاميين التونسيين، الذين تساءلوا عن عدم وجوده ضمن صفوف المنتخب الوطني المغربي. وقد أصر لاعبو الصفاقسي على البحث عن الهدف لبلوغ المرمى الودادي ولعبوا بخطة هجومية بغية تحقيق التأهيل بالدار البيضاء، لكنهم وجدوا صعوبة في اختراق الممرات التي أغلقت أمامهم على مستوى خطي الوسط والدفاع، وهو ما دفعهم الى الاعتماد على الانسلال عبر الأجنحة لتظل نتيجة البياض حتى الدقيقة 45 . الجولة الثانية كانت مغايرة، وعرفت إيقاعا سريعا ومبادرة ودادية، بعد أن عزز المدرب بادو الزاكي الخط الأمامي بإدخال هشام جويعة مكان الوالي العلمي حمادة قبيل نهاية الجولة الأولى، وهو التغيير الذي كان له الوقع الحسن، وضخ دما جديدا على مستوى خط الهجوم للقلعة الحمراء، الذي تحرك بشكل قوي، وبحث بكل ما أوتي له من قوة للوصول لشباك الحارس التونسي، وهو ما تأتى بواسطة جويعة في الدقيقة (55) من خلال إحدى العمليات الهجومية.. هدف أشعل فتيل المدرجات، وزاد من حماس لاعبي الوداد، خصوصا المهاجمين الذين أربكوا أوراق المدرب التونسي غازي الغرايري، كرفيق عبد الصمد ومصطفى بيضوضان، وجويعة هشام والبينيني جون لويس باسكال، الذين خلقوا متاعب لدفاع الفريق التونسي. وقد طلب مدرب الصفاقسي من لاعبيه الصعود والبحث عن تعديل الكفة، لكن استماتة الدفاع الودادي حالت دون بلوغ الكرة مرمى نادر لمياغري. ومع مرور الوقت وانتظار صافرة النهاية للحكم الاماراتي فريد علي، الذي أضاف أربع دقائق للوقت بدل ضائع، تمكن الوداد من بلوغ مرمى الزوار بواسطة القناص بيضوضان في حدود الدقيقة (94) ليحسم اللقاء لصالح القلعة الحمراء، وكسب ورقة المرور للعب المباراة النهائية لدوري أبطال العرب، وليؤكد الزاكي على أنه مدرب كبير كما جاء على لسان جميع الصحفيين التونسيين، بأنه يستحق الفوز ويستحق الإشراف على الإدارة التقنية للفريق الوطني.