شكلت محاور ندوة العيون التي نظمها المكتب الوطني للشبيبة الإتحادية بتنسيق مع الكتابة الجهوية للأقاليم الصحراوية أول أمس السبت، مادة خصبة لأسئلة الصحافيين الذين حاوروا ضيف الشبيبة الإتحادية الحيبيب المالكي، عضوالمكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، والتي تركزت حول ثلاث نقط أساسية:الإتحاد الإشتراكي وعلاقته بالصحراء، الجهوية والحكم الذاتي، ومجتمع الغد. بخصوص النقطة الأولى ذكّرالمالكي بموقف الإتحاد الإشتراكي حول القضية الوطنية، حيث بيّن أن الإتحاد حزب ينتمي إلى المستقبل من خلال مقترحاته وتصوراته للامركزية الموسعة في الصحراء، ولمفهوم الجهوية في تدبيرالشأن الجهوي والمحلي، مشددا على أن المغرب ليس له مطلب السيادة على التراب فقط، بل هناك جوانب أخرى في مطالبه ذات بعد ثقافي وإفريقي، وهوبعد نوعي ذوأهمية كبيرة، يكمل البعد المتعلق بالسيادة على التراب. وفي معرض أجوبته عن أسئلة الزملاء الصحافيين علي أنوزلا مدير «الجريدة الأولى»،وعبد الحق بلشكَر صحافي بجريدة «أخباراليوم»، وسعيد الزعواطي رئيس تحرير الأخبار بقناة العيون الجهوية، شدد على فتح نقاش مفتوح عميق في الوقت الراهن حول مقترح المغرب بشأن الحكم الذاتي، لأن عددا كبيرا من ساكنة هذه المنطقة وخاصة الشباب الصحراوي لم يستوعبوا طبيعة الحكم الذاتي. وأضاف قائلا: إننا نمارس، كحزب له جذور تاريخية في الصحراء، الوطنية التقدمية في أقاليمنا الجنوبية، وهو توجه يستجيب لطبيعة المرحلة بهذه الأقاليم، لهذا نريد داخل حزبنا أن نناقش هموم الشباب بالصحراء بعمق ونتعرف على قلقهم، كما نشاطرهم غضبهم في كثيرمن الأحيان. والوطنية التقدمية، يرى المالكي، تجعلنا نتجاوز بصدق كل هذه القضايا المطروحة، لكن انطلاقا من الثوابت الوطنية التي لامزايدة فيها. ولتجاوزالعزوف الذي حدث في الإستحقاقات التشريعية الأخيرة دعا ضيف الشبيبة الإتحادية،المواطنين إلى التعبئة الشاملة للمساهمة في المشاركة السياسية والتصويت في الإنتخابات الجماعية لإعادة الإعتبار للعمل السياسي ومحاربة المفسدين،مذكرا أن الإتحاد حزب متجذر له رؤية للمستقبل، أدى ضريبة النضال منذ تأسيسه،في حين أن هناك اليوم صنفا من الأحزاب ينتمي إلى الماضي بصيغ قديمة وجديدة ساهم في جعل المشهد السياسي مستنقعا. ورصد في معرض تحليله للوضع السياسي الراهن أن النخبة بصفة عامة استقلت من العمل السياسي، تاركة هذا المجال للمفسدين والعابثين بالإنتخابات، وهوما يؤكد أن المجتمع المغربي مريض، مطالبا بضرورة تجديد الفكرالسياسي والثقافي في الوقت الراهن لتجاوز الأزمة التي تعيشها النخبة والمجتمع معا. كما اعتبر مطالب الإصلاحات السياسية والدستورية حاليا بالنسبة للإتحاد الإشتراكي، مسألة ملحة لتعزيز المكتسبات وتحصينها، مؤكدا في ذات الوقت أن الإتحاد سيتقدم في الأيام القليلة المقبلة بمذكرة جديدة لجلالة الملك في هذا الشأن. هذا وربط المالكي بين مطلب الإصلاح السياسي والدستوري وبين الديمقراطية المحلية (الإستحقاقات الإنتخابية)، مفندا التوجه الذي يدعي فصل المطالب الدستورية عن الإنتخابات الجماعية، على اعتبار أن المطلبين معا شيئان متلازمان، وبالتالي لامبرر للقول بفصلهما أو تأخيرهما في الظرفية الراهنة، لأن هناك مستجدات وقعت في المشهد السياسي وداخل المؤسسات تدعو إلى الإسراع بالإصلاحات السياسية والدستورية. التفاصيل في عدد لاحق