لقي طفلان من مقاطعة زواغة حتفهما متأثرين بنزيف دموي حاد عقب عملية الختان التي نظمتها بلدية فاس، يوم السبت الماضي بمركب التاجموعتي بنسودة. وحسب محمد الوطاسي، والد أحد الطفلين المتوفيين والذي زارته الجريدة بمقر سكناه، فإن عملية الختان تمت في ظروف غير صحية وأشرف عليها مجموعة من "الحجامة" في غياب طاقم طبي مؤهل لذلك، الشيء الذي عرض طفله الوحيد البالغ من العمر سنة وثلاثة أشهر لمضاعفات ونزيف دموي لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة صبيحة اليوم الموالي من ختانه، شأنه في ذلك شان الطفل الثاني الذي توفي هو الآخر بمنزل والديه الكائن بحي الوحدة (بن سودة)، فيما لا يزال طفل ثالث يكابد وضعيته الصحية الحرجة بدوار راس الماء، حيث علمت الجريدة أن أهالي الأطفال الضحايا يعتزمون مقاضاة شباط الذي تسبب كما يقولون في هلاك فلذات أكبادهم، نتيجة مخططاته وتخريجاته الانتخابية غير المحسوبة العواقب، والتي لا تراعي صحة وسلامة المواطنين المغلوبين على أمرهم. الحادث خلف استياء واستنكارا شديدين في صفوف المواطنين الذين عاينوا تلك اللحظات الحرجة والمؤثرة، التي عاشها الآباء وهم يودعون فلذات أكبادهم إلى مثواهم الأخير بعد أن راحوا ضحية غياب العناية الطبية المركزة القبلية والبعدية، والمفترض توفرها خلال عملية الختان هذه التي أشرفت عليها - بحسب شهود عيان- حرم شباط بصفتها عضو بلدية فاس وأحد نواب رئيس مقاطعة زواغة،في جو احتفالي انتخابي بامتياز على مرأى ومسمع من ممثلي السلطة المحلية في شخص رئيس الملحقة الإدارية بن سودة، والذي حضر مراسيم هذه الطبخة الانتخابية وهو يعاين حرم شباط تستعرض إنجازات العمدة وزبانيته وهي تخطب في جموع الأسر ذات الدخل المحدود التي تم إمتاعها بأكياس من المواد الغذائية، هي عبارة عن زيت وسكر وحلويات للأطفال وبعض لوازم الختان من الملابس التي يرتديها الأطفال. يذكر أن عمليات الختان التي أطلقها شباط بمجموع المقاطعات الست التابعة لبلدية فاس، تخليدا لذكرى ختان ولي العهد الأمير مولاي الحسن والتي جند لها كل امكانات البلدية المادية واللوجيستية، قد أثارت سخط وتنديد العديد من أعيان المدينة ومكوناتها الثقافية والفكرية والسياسية، والتي ترفض إقحام رموز الدولة المغربية واستغلال أسمائها لمآرب انتخابية ضيقة. بقي أن نشير إلى أن شباط وفي سياق إنجازاته الانتخابية السابقة لأوانها، يعتزم تنظيم حفل زفاف جماعي تنظمه إحدى الجمعيات النافذة بالمدينة، والتي يعتبرها الملاحظون بمثابة الحديقة الخلفية لشباط وزبانيته بعد أن أقدم خلال دورة الجماعة الحضرية الأخيرة على إبرام عشر اتفاقيات مع جمعيات موازية تعتبر الشريك الرئيسي لمخططاته السياسية والانتخابية، والتي وزع عليها طبقا لهذه الاتفاقيات "الصفقات"، مجموعة من الأغلفة المالية، فيما ظلت مجموعة من المشاريع والاوراش التي فتحتها بلدية فاس متوقفة بعد أن غادرها هدير محركات الآليات الضخمة، وتوقف كل شيء بأحياء فاس التي حولها شباط خلال هذه الأيام إلى وجهته المفضلة لإطلاق حملاته الانتخابية السابقة لأوانها لفتح أرصدة احتياطية من أصوات الناخبين.